الفصل التاسع والعشرون

432 36 4
                                    

استيقظ براد والأضواء البيضاء تستطع بشدة وتؤذي عينيه، لم يلبث أن تعود على شدة الضوء ليشعر برائحة المعقمات تخترق أنفه ورئتيه، بقي ثوان ليدرك أنه في غرفة في المستشفى، ذهنه مشوش بعض الشيء ولكنه أخذ بالتذكر شيئا فشيئا.

آخر مكان يذكر انه كان موجودا فيه هو غرفة روكسان وملامح وجهها القلقة ثم الذعر الذي اعترى وجهها قبل أن يفقد وعيه... روكسان!

شعر برأسه تكاد تنفجر، أخذ يخفق قلبه بسرعة، انه يتذكر كل شيء، لقائهما لأول مرة، المدرسة والجامعة، الحفلة وشجارهما قبل الحفلة ومن ثم القبلة تلك، خروجهما إلى منزل السيد ويزلي وعائلته قديما، الشجرة، تأملهما للنجوم تلك الليلة، ويوم المركز التجاري، السوار، ومن ثم السيارة وصوت بكائها، لقد تذكر كل شيء!

ضحكاتها، كلماتها، مشاجراتهما، خجلها عندما كان يغازلها، مغازلتها له، ابتساماتها، حزنها وغضبها وبكائها، أحضانهما وقبلاتهما، تذكر كل شيء، شعر بالغبطة الشديدة، وأيضا شعر بقليل من الحزن، لكنه الان يذكر كل شيء، سيصلح كل ما دمره بنسيانه، سيعود الأمير الصغير لزهرته التي اشتاقت لعودته!

في هذه اللحظة دخل جون وأغلق خلفه الباب ثم ابتسم وأردف :

- اذا صديقي العزيز، أفترض أنك تذكرت شيئا كبيرا هذه المرة، فبحسب ما أخبرتني سابقا لا تأتيك هذه الحالة إلا ويصحبها شيء من الذكريات المنسية!

ضحك براد ثم صاح به فرحا :

- لقد تذكرت كل شيء جون، كل شيء فعليا! 

اقترب جون من براد ثم أضاء المصباح الصغير يفحص عينيه وحلقه ثم أجاب :

- لا، لم تجن بعد وهذا جيد، إذا هل أخبرها أنا أم تخبرها أنت؟! روكسان تكاد تموت قلقا عليك في الخارج، أفترض أنها كانت سيئة معك في اللحظات الأخيرة؟! او ما سبقها قليلا!

بكلمات جون قفزت تلك العبارة الوقحة الجافة التي إجابته بها في السيارة فأومأ بتفهم ثم أردف :

- لقد كانت جافة قليلا، لم أغضب منها لأنها كانت ثملة كذلك وأيضا لقد تسببت بإيلامها وما قالته لي بدا عقلانيا جدا، ستبدو مختلة لو لم تتلفظ بتلك الكلمات لي! على أية حال ليبقى هذا سرنا الصغير ويزلي حسنا؟!

ابتسم جون ابتسامة خبيثة ثم أردف :

- على ماذا تنوي سيمبسون؟!

ضحك براد ثم أردف بابتسامة :

- أنوي إصلاح الأمور، عدني بأن لا يعلم أحد بأنني تذكرت كل شيء!

هز جون رأسه باهتمام ثم تحدث بابتسامة :

- أنا أعدك براد، وحتى تكون على علم بكذبتي سأخبرهم أنها مجرد انتكاسة طبيعية وهذا شيء عادي، إياك وأن تخطئ وتجعلني أبدو كالأبله حسنا؟! 

قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن