قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.S

الفصل الأول

كان يقود سيارته بأقصى سرعة وهو يغمغم بشتى أنواع الشتائم التي قد تخطر على باله وبأسوأها، هي بجانبه وليست أقل غضبا منه ولكنها تتمالك أعصابها بأكبر استطاعة تقدر عليها ولكن مجرد صوت أنفاسها القوية المتتابعة بسرعة تبدو كأنها بركان على وشك الانفجار.

دماؤه تغلي في عروقه وأوداجه ستنفجر من شدة الغضب ويمسك المقود بشدة بين يديه ويحاول السيطرة على نفسه بأن لا يقوم بخطأ ما أثناء قيادته يودي بحياة كليهما.

ما إن سمع صوت هاتفه يرن حتى أوقف سيارته بسرعة على جانب الطريق بعنف، ولولا أنها كانت ترتدي حزام الامان لكان رأسها تهشم بالصدام الامامي لتوقفه المفاجئ.

خرج وأغلق باب سيارته بقوة حتى كاد زجاج النافذة ينكسر، ولو أن الأرض تحته زجاج لغدت رملا بسبب مشيته العنيفة وضربه للأرض بقدميه؛ لم يخفت غضبه للحظة حتى!

فكت هي الأخرى حزام الأمان وأخذت تحاول تهدئة نفسها وتعد للعشرة وتتنفس بعمق ولكن لا جدوى، وصلت للعشرة... للعشرين والثلاثين والحال كما هو، شهيق وزفير أسرع مما تتوقع، لا زالت غاضبة.

ألقى نظرة على هاتفه بعد تنهيدة عميقة منه وإذا بها والدته، أخذ نفسا عميقا أخر وفتح المكالمة وحاول ان يكون هادئا ومحترما قدر الإمكان وأن لا تبدو نبرته غاضبة حتى لا يثير قلق والدته :

- مرحبا أمي، كيف حالك؟

شعرت والدته بخطب ما في صوته فورا، ردت عليه في الحال بدون أن تتمهل :

- بخير بني، من صوتك لا يبدو بأنك في حال جيدة هل حدث لك شيء ما؟ هل هناك خطب ما عزيزي؟

أغمض عينيه للحظة واستطرد سريعا محاولا تغيير نبرته الجامدة :

- لا تقلقي مجرد مشاجرة بسيطة وسأهدئ لا عليك.

لبثت والدته ثوان حتى تحدثت أخيرا :

- على أية حال لقد اتصلت لأخبرك أن لا تنسى أن تحضر مع حبيبتك للحفلة، الجيران كلهم سيحضرون وبالطبع ستكون عائلتها هناك فلتذكرهم هي كذلك.

تنهد تنهيدة قصيرة بعد تذكره للحفلة، يجب أن يصلحا أمورهما قبل عودتهما بالتأكيد!

أردف بهدوء :

- كما تشائين أمي، سنكون هناك على الموعد لا تقلقي، وسأخبرها بأن تذكر عائلتها أيضا.

لم تكن والدته مطمئنة ولكنها ستراه بعد ساعة على أبعد تقدير فلم ترد إظهار قلقها :

- في حفظ الله إذا، أراكما في الحفلة.. إلى اللقاء.

وأخيرا ستنتهي المكالمة فأردف سريعا :

- إلى اللقاء أمي.

أغلق الهاتف وقد تنفس الصعداء وجلس على حافة الطريق لتهدئ روحه تماما وضم ركبتيه بذراعيه واستند برأسه عليهما.