الفصل الحادي عشر

564 41 0
                                    

أمضى الجميع ليلتهم في المستشفى، عدا السيدة جوليا التي أقنعها زوجها هنري بالعودة فأوصلها ابنها آدم وعاد ليكون معهم، حاول جميع الرجال إقناع روكسان بالذهاب للمنزل ولكن بدو كمن يحاول إقناع طفل بأن يترك مصاصته!

فكلما حاول أحدهم الحديث معها رفضت وبحدة الذهاب، أصبحت الساعة الثالثة فجرا وهم ينتظرون خارج غرفة العناية المشددة بأن يستيقظ براد، نافذة زجاجية مغلقة الستائر تفصل بينهم وبينه.

كل من السيد برايان والسيد هنري ناما لفترة وهما جالسان على الكراسي، آدم لم يغمض له جفن وهو ينتظر إستيقاظ أخاه، جيفري بقي بجانب أخته المتوترة فبعدما استيقظت أشرق وجهها قليلا ولكن ظهرت ملامح مرتعبة خائفة على وجهها وهي تنتظر استيقاظ براد، وكأنها تتوقع وتفكر بالأسوأ!

دقت الساعة الرابعة ليتفاجأ الجميع بدخول ممرضتين لغرفة براد مهرولتين، بعدهن بدقائق دخل ذاك الطبيب الذي التقوه خارجا من غرفة العمليات.

بعد مرور ربع ساعة خرج الطبيب ومعه ممرضة ووجهه متهلل بابتسامة ليقول لهم بفرح :

- لقد استيقظ وتستطيعون رؤيته الآن، مبدأيا هو بخير.

صاح السيد هنري فرحا :

- حمدا لله.

عندما هموا بالدخول صادفتهم ممرضة خارجة من الغرفة وهي تقول :

- رجاءا لا تزعجوه، حاولوا البقاء هادئين، سننقله بحلول الساعة السادسة لغرفة عادية.

دخل السيد هنري وآدم أولا بعدها دخل السيد برايان وروكسي وجيف كانوا أخر من دخل، الجميع كان بجواره وهو يبتسم لهم.

بدا بخير، شعرت روكسان وكأن روحها ردت إليها بمجرد رؤيته جالسا، مع أن ساقه اليمنى مغلفة بالجبس وذراعه اليمنى موضوعة في حامل مثبت على عنقه، ورأسه المضمدة، لكن برؤيته يبتسم جالسا شعرت بالسعادة تغمرها، كل شيء يهون بمقابل رؤيته يبتسم.

عندما رأها أنتبه لها، بشعرها المصبوغ الأبيض ذو اللمسة البنفسجية، بشرتها التي تبدو شاحبة، كان والده جالسا بالقرب منه فسأله بصوت مسموع للجميع :

- أبي، من تكون هذه؟!

صعقت روكسي مما قال، تجمدت مكانها، أخذ جميع من في الغرفة يضحك عداها هي وآدم، أجاب والده السيد هنري وعلى وجهه ابتسامة :

- إنها روكسان براد، ما بك ألم تتعرف عليها؟! هل تبدو متعبة لدرجة لم تعرفها!

وجه براد وملامحه يعلوها الاستغراب، كل من في الغرفة ظنه يمزح عدا هي وآدم، خرجت من الغرفة مسرعة دموعها تنساب بصمت على وجنتيها، كل ما تفكر فيه أنه قد محاها من ذاكرته، نساها هي تحديدا من بين الجميع، تعرفه من ملامحه فهو لم يبدو وكأنه يداعبها ليضحكها، بدا لا يعرفها وكأنه لأول مرة يراها، سمعت صوت خطوات خلفها وصوت يصيح بها.

قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن