وجهها المغطى بالدموع دفن فى صدره الناضح عرقاً لم تستطيع التفكير إلا بالنعيم الذى تخلقه ذراعاه وهما تضمها ثانية.هو لم يحتضنها منذ زمن طويل أيام وليال طويلة مرت وهى تعتقد أنه يكرهها وها هى الآن حيث أرادت أن تكون حيث تعرف أنها تنتمى لا يهمها إن كانت الطريقة الأنفعالية التى يحتضنها بها نابعة عن الغضب أو عن عاطفة ما يهمها أنه قلق عليها , جسدها المرتجف أخبرها هذا وحرارة جسده المبلل عرقاً حدثتها عما عاناه من عذاب كانت يده على مؤخرة عنقها أصابعه تتحرك بين خصلات شعرها المبتل كان يبذل جهداً فائقاً ليسيطر على نفسه لكن ضربات قلبه العنيفة لم تكن تطاوعه كما يريد إنه الرجل الذى تحتاجه إنه الرجل الذى تحبه
وكأنما أحس بمشاعرها فتراجع عنها لقول بخشونة :
-إلى أى حد تحسبيننى قادراً على الأحتمال ؟
ثم شاهد الدم يملأ صدره فأمسك بمعصميها وأدار راحتيها لينظر إليهما ثم حبس أنفاسه متأوهاً
-يا إلهى من هنا الدم إذن.......!
وأحنى رأسه يقبل مكان الجروح
-نحن....أعنى أنريكو وأنا وجدنا بعض الدم على الصخور فوق فظننا...يا إلهى! لم نكن نعرف بماذا نفكر, جنيفر.......ماذا سأفعل بك؟
تعلقت عيناها بقسمات وجهه الحبيب وهمست:
-ما......ماذا....تريد أن تفعل بى
فتمتم بخشونة :
-لا تسألى....أوهـ....جنيفر....وجذبها إليه يعانقها بقسوة فالعذاب الذى مرا به زاد من حدة مشاعره تعانقا بشوق بائس فالكبت و كبح المشاعر أطاح بهما الشوق الذى طالما أنكراه ثم تراجع عنها قليلاً :
-عندما لم تعودى...أتعلمين بما أحسست وقتذاك؟
-أنا أسفة....أسفة...لم أشأ بعث القلق إلى أحد لكن الفرس هربت منى فلم أعرف ماذا أفعل
-أنت لم تعرفى ماذا تفعلين؟!يا إلهى !أما أنا فكدت أجن !
-علمت أنك ستغضب...
-أغضب...الغضب لا يصف الحالة التى مررت بها....تمنيت أن تكونى بين يدى...
-هكذا؟
وتأوهـ عيناه المغمضتان تظهران مدى الرغبة التى تحرقه:
-لا ....بل...هكذا....وودت أن أهزك.....أخنقك !أى شئ لأمنعك من........تدميرى !
فشهقت :
-ماذا تعنى ؟
-أوهـ جنيفر لقد حاولت دفعك إلى كرهى ولكننى لم أنجح
-لكننى أحبك نيل !
-أنت تعتقدين هذا أنت أصغر من أن تعرفى ماذا تريدين
-أكاد أبلغ الثامنة عشرة
-تكادين؟جنيفر...الثامنة عشرة ليست بالعمر المديد أنت لم تفعلى شيئاً فى حياتك بعد لم تشاهدى شيئاً من الدنيا عشت حايتك فى دير ولن يكون عدلاً أن أفعل ما....ما تدعنى غريزتى إليه
فسألته هامسة بأنفاس مقطوعة :
-وما هو؟
-تلك الليلة....فى غرفتى...أردتك رغم علمى بأننى أخطئ ومقاطعة الأنسة تيوبولت لنا نعمة من السماء
-بالنسبة لك؟
-لا...بل لك فلو نمت معك لما قدرت على تركك تذهبين
-تتركنى أذهب؟
-أسمعى....!كما قلت أنت صغيرة جداً ! وأنا أكبر منك سناً أمضيت عمرى فى تجوال دائم كنت جزءاً من الحياة وقد تزوجت سابقاً وأن كان منذ مدة بعيدة جداً
أحست بالصدمة فسألته بشفتين مرتجفتين :
-أكان هذا قبل أن تكون من المرتزقة؟
-ومن قال لك هذا؟غابريال...أليس كذلك؟غابريال المثالى...بشبابه...وجماله...وفتنته...وإعجابه الخفى بك !
فجأة أحست أنها فهمته فسألته وهى لا تصدق:
-أنت تغار؟ نيل...أنت تغار من غابريال ؟
قسماته المتجهمة كشفت عن سخرية ذاتية:
-أجل....بجنون,أليس كذلك؟ رجل فى مثل عمرى يغار على تلميذة!
فلفت ذراعيها حول عنقه تضحك وتبكى معاً :
أوهـ نيل ! لا يجب أن تغار من أحد ألا تعلم هذا؟لست أهتم بـ غابريال أنا أحبك أنت !وأنت وحدكـ ! ضمنى أليك....ضمنى! لا أطيق بعدك عنى
فضمها بداية ثم تراجع يحرر نفسه كرهاً ليتأملها :
-ماذا سأفعل بك؟لا أستطيع تركك تبقين هنا وأنا أحس كما أحس الآن فلن يمضى وقتاً طويلاً قبل أن....أنه الحل الوحيد....ولقد فكرت فيه منذ زمن يجب أن أعيدك إلى إنكلترا
-لا....
-بلى...فهذا هو الشئ الذى يجب أن أقوم به وذلك لسلامة عقلى ! ولتكن فترة إستراحة لن تدوم إلى الأبد
-ماذا تعنى ؟ أنت تعرف أنى ببلوغى الثامنة عشر....ستنتهى مسؤوليتك عنى
-أتظنين هذا؟أتظنين أنك عندما تبلغين الثامنة عشر ستتغير علاقتنا؟
-حسنا لا يمكنك الأستمرار فى إعالتى بعد أن أبلغ الثامنة عشر
-لم لا؟
-لأن...أوهـ...لأنه لا يمكنك وأنت تعلم أننى يجب أن أجد عملاً
-عملاً؟ أتظنين أن بلوغك الثامنة عشر يقطع كل الروابط بيننا؟ يا إلهى....هل قلت أنا هذا ؟هل أعطيتك هذا الأنطباع؟
وألتفتت نحو رئيس عماله:
-لن نستطيع الكلام هنا أكثر من هذا....لقد أدنت نفسى كفاية أمام أنريكو بعناقى لك ...و...
-أدنت نفسك ؟
-أجل أنريكو رجل متدين وأن كان لا يظهر ذلك لكنه يعتبرنى كبير السن سبالنسبة لك وكان يظن أنه وجد الحل الأمثل....
-إذن كانت فكرته....أستبدالك بـ غابريال؟
-كانت فكرة جيدة...لكن للأسف لم أتقبلها ربما سيتعاطف معى إذا عرف ما تفعلينه بى
-أوهـ....نيل !
-أبقى بعيدة عنى لا تجعلينى أحتقر نفسى أكثر مما أنا عليه
ولف ذراعه حول خصرها ليساعدها على تسلق المنحدر إلى حيث يقف أنريكو فى أعلى الوهدة فنظرت إلى الخلف وأصابتها الرعدة لكن أنريكو أسترعى أنتباهها بسؤاله :
-ماذا حدث؟
فأمسك نيل بسرج حصانه وتنهد :
-لقد هربت الفرس
وشرحت جنيفر:
-لقد رأيت الحصان الأسود . فقد نزلت لأستريح وأخالنى لم أربط الفرس جيداً
فصاح أنريكو:
-هاهـ لو كان غابريال معك....
فقاطعه نيل :
-لكنه لم يكن معها....هيا بنا قبل أن تصيب الهستريا الأنسة تيوبولت
تسلقت جنيفر مطية نيل لتجلس أمامه ولحق بهما أنريكو قائلاً:
-أليس أستقبالاً رائعاً لـ كاترينا؟لكن وجودها كان خيراً لأنها ستواسى العجوز المسكينة
حت تلك اللحظة لم تتساءل جنيفر عن معرفته بغيابها لكن كلمات أنريكو أفهمتها ما جرى فعندما خرج نيل صباحاً لم تكن وجهته الخروج مع الرجال كما تصورت بل ذهب لإحضار كاترينا
وكأن نيل أنزعج من كلام رئيس عماله فقال لها بهدوء
-والدة كاترينا تحسنت كثيراً فأرسلت رسالة بالأمس تقول فيها إنها مستعدة للعودة إلى البيت
"العودة إلى البيت !" مزقت الكلمات دفاعات جنيفر المشتتة الآن وفتتها أرباً أرباً بمعانيها الحميمة...."العودة إلى البيت !"بيت كاترينا لا بيتها...ولن يكون مطلقاً ! بعد أن وصلت كاترينا قرر أن يبعدها ومعانى كلماته واضحة كل الوضوح
عندما تقدمت الأنسة تيوبولت لمقابلتهم أنتزعت جنيفر نفسها من ذراعى نيل وأرتمت بين ذراعى المرأة العجوز التى قادتها دون سؤال إلى غرفتها لكن فى الحمام والباب موصد أطلقت الأنسة العنان لمشاعرها
-كنت عرضة للموت! كنت تعرفين بما سأحس به لو عرفت المكان ستقصدينه ولكنك لم تهتمى!
- بل أهتم لكن....لكن...
-لكن عليك إثبات أستقلاليتك للسيد ستيوارت ! أوهـ جنيفر ! كان يجب أن تسمعى اللهجة التى تكلم بها معى عندما علم بإختفائك !
-ولماذا؟ ماذا قال؟كان هذا بعد أن أحضر كاترينا ؟
-أنه لم يحضر السيدة باترفاه بل أنريكو لقد عاد السيد ستيوارت إلى المنزل ليصحبك فى نزهة فأكتشف إختفاءك عندها سيطر عليه الخوف وفى هذا الوقت وصلت السيدة باترفاه
-أوهـ أنسة تيوبولت لو كنت أعلم....لو كن أعلم!
-حسنا....والآن عرفت ما هى المشاكل التى تضفينها إلى كاهله وهذا ليس سهلاً لك
-وماذا تقولين لو أخبرتك أننى واقعة فى حبه؟
ساد صمت طويل بحثت خلاله الأنسة تيوبولت عن مرهم مضاداً للإلتهابات ثم فتحت رباطاً للجرح وقالت:
-سأقول إننى أرتبت بأن شيئا ما يجرى...هل نمت معه؟
صعقتها كلمات الأنسة تيوبولت فهى لم تتوقع منها مثل هذه الصراحة فأجابت متلعثمة :
-أنا...لا...لا لم أنم معه...إنه...يعتبرنى طفلة!
-إنه على حق...إذن؟ماذا ينوى أن يفعل إزاء هذا؟
-يريد أن يعيدنى إلى إنكلترا مدة ستة أشهر
فرفعت الأنسة حاجبيها :
-ستة أشهر...أقتراح ممتاز
فصرخت جنيفر متألمة :
-أقتراح ممتاز؟إنه أقتراح بائس وهو يعتقد أننى لن أعود هكذا هو الأمر يعتقد أن بعودتى إلى لند أنساه
ردت الأنسة برد عملى وهى تضع المرهم على الجرح قبل أن تلق يدها:
-قد يحدث هذا.
لكن الفتاة حدقت فيها والدموع تملا عينيها فأضافت:
-ثم...قد لا يحدث....وأظنه يؤمن بهذا
فأخفضت جنيفر رأسها :
-لست إدرى
-أوهـ...هيا...أنت تعرفين شيئاً
-لا...إنه يريدنى...هذا ما أعرفه أظنه بحاجة إلى لكن...الحب...لم يقل لى أنه يحبنى
فأطرقت الأنسة تيوبولت وشدت الرباط بعناية خبير
-تذكرى يا جنيفر من الصعب على رجل مثله أن يعترف بهذا الأمر أعنى أنه ليس ولداً وليتك تفهمين هذا
فأرتجفت شفتا جنيفر :
-تبدين وكأنك....كثيرة التجربة ومع ذلك لم تتزوجى قط
شغلت الأنسة نفسها بعملها عدة لحظات ثم رفعت رأسها :
-ماذا ستقولين لو أخبرتك أن سبب عدم زواجى أنى أحببت رجلاً متزوجاً ؟
فشهقت جنيفر :
-هل هذا صحح؟
-فى الواقع...صحيح أنه كالسيد ستيوارت كان أكبر منى بكثير
-هل أحبك؟
فأبتسمت :
-هذا ما قاله لى وربما كان صادقاً بطريقة ما لكنه كان يحب سمعته أكثر منى
فصاحت جنيفر :
-اللورد غاردنر؟
كان اللون الأحمر الخفيف الذى أكتسح وجه الأنسة خير إجابة فسارعت جنيفر للأعتذار :
-أوهـ أسفة أنسة تيوبولت!أسفة جداً!
-لا تأسفى يا عزيزتى لقد أنتهى الأمر منذ سنوات بعيدة دايفد الآن فى الثمانين من عمره وهو بعيد كل البعد عن التفكير فى أمور كهذه
-وهل....هل...
لم تجد جنيفر الشجاعة لتلفظ الكلمة فأبتسمت الأنسة وأكملت سؤالها:
-هل كان بيننا علاقة؟أعتقد أننى لا يجب أن أقول لك...صحيح؟

VOUS LISEZ
اهديتك عمري
Storie d'amoreرواية من روايات احلام وضعتها بين ايديكم اتمنى ان تنال اعجابكم للكاتبة آن ميثر