ابي باعني !!!!

1.7K 32 1
                                    

صراخ .صوت انكسار

قد يكون هذا اسوء جو استيقظ فيه كل حياتي ...انا لم ارى يوما امي تبكي و لم ارى يوما ابي يضربها و لكن اليوم انا ارى كل هذا بأم عيني اراه امامي مباشرة تحت سقف نفس البيت الذي عشت به افضل و اروع ايام حياتي اليوم ...ارى امي تذرف دموعا كالسيل و بسبب من ! بسببي انا ....

"اليزابيث ارتدي معطفك وتعالي معي"

"اليزابيث لن تأتي..اقول لك ابنتي ستبقى في البيت هنا " ..قالت امي مدافعة عني "لست انت من يملي علي ماذا افعل " و اجابها ابي بحدة و غضب يتطاير من عينيه بينما انا كنت اقف هناك كالبلهاء غير مستوعبة للامر و شبه مستيقضة و لكن اظن انه يجب ان اتدخل "لا بأس امي ...سأذهب معه لن يحدث شيء لما انت خائفة الى هذا الحد " قلت بنبرة هادئة مطمئنة لها اما هي فنهظت من الارض بعد ان كان ابي قد دفعها و دموع تسقي وجنتيها الحمراء هامسة (انت لا تعلمين شيئا ..) وسط صوت شهقاتها

اغبى ما قد افعله الان هو ان ارفض الذهاب مع ابي بعد الحاحه الشديد لهذا و دون اي مقدمات غيرت ملابسي و رفعت شعري و اتجهت الى الخارج لارى سيارة اجرى سوداء امام المنزل ....فتحت الباب الخلفي و صعدت ..كانت الرائحة مقرفة بالداخل اعني لو كنت مغمضة العينين لقلت انه مصنع تبغ..نعم مقرفة الى ذلك الحد ...

ساعة....ساعة و نصف لقد مر وقت طويل حقا و قد كان يسود الجو هدوء مريب اضافة الى تلك الرائحة التي سدت انفاسي...لقد تمنيت الموت حقا "احم احم " صف السائق حلقه موقضا لي من غيبوبتي واستأنف"اذا ما اسمك يا صغيرتي" القيت بنظري الى ابي الذي كان يركب امام السائق لأجده مطأطأ الرأس و كأنه لم يسمع شيئا ثم اعدت نظري الى المراة الصغيرة المعلقة لتكشف لي عيناه لقد كانت خضراء اللون و واسعة بشكل غريب تحيط بها هالات سوداء تدل على كبر سنه "اليزابيث...اليزابيث والكر" اجبته بصوت خافت على امل ان لا يسمعني ...."همم جيد" قال و كأنه يأكد امرا ما

سندت ظهري على الكرسي و التمسته لقد كان مصنوعا من الفرو ...أليس من الغريب ان تصنع كراسي سيارات الاجرى بالفرو الناعم..."عفوا..هل لي بسؤال يا سيدي" قلت متساءلة

"نعم تفضلي"

"هل هذا الفرو حقيقي "

"وجه نظره الي عبر المراة المقابلة له وقال "نعم هو كذلك ...لا تظنين ان هذه سيارة اجرى أليس كذلك

اقسم انني بدأت ارتعب من هذا الرجل و بحق السماء لما ابي لا يقول كلمة "هل استطيع فتح النافذة سيدي" سألته متفادية الاجابة على سؤاله

"بالطبع"

فتحت النافذة لأسقي رئتاي هواءا نقيا و اخيرا ..اخرجت رأسي قليلا محاولة ادراك المكان الذي انا فيه كانت الطريق شبه خالية قليلا ما نسبق سيارة صغيرة و قليلا ما تظهر خلفنا سيارة اخرى ..المكان كان مظلما بعض الشيء اذ تسد الجبال ضوء الشمس من كلتا الطرفين ... ادرت رأسي قليلا لألمح سيارة حمراء ..سيارة...حركت رأسي بسرعة لعلي اتوهم و لكن تلك السيارة هي سيارة كيفن حقا..و لكن ما الذي يفعله هنا الا ينبغي ان يكون في العمل الان هل هو يلحق ..يا الهي هل هو يخونني

سخرية القدر (H.S)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن