دعوة حضور للمحكمة

348 13 5
                                    

26 اكتوبر 2017
"سنة حلوة يا جميل ...سنة حلوة يا جميل ..سنة حلوة يا بييث ..سنة حلوة يا جمييل "
"اطفئي الشموع بيث هيا" صاح نايل "لتتمنى امنية اولا" ضربه ليام بخفة قائلا لينفجر الجميع ضاحكا

اتمنى امنية !؟...لم اتمنى منذ وقت طويل فكل ما تمنيته زال و لكن لأجرب مرة اخرى و لتكن اخر مرة
اتمنى ان تعود المياه لمجاريها و ان يلتقي كل مغترب بقلب حبيبه ..اتمنى الافضل لي و له و للجميع
اطفأت الشموع ...و اصبحت في الثالث و العشرين من عمري
مرت ثلاث سنوات منذ تغير كل شيء
ثلاث سنوات على بيع ابي لي و ثلاث سنوات على اغتصابي ..
ثلاث سنوات على عملي بالحانة
ثلاث سنوات على تزويري هويتي و ثلاث سنوات على وفات والدتي
سنتين على وقوعي بالحب
و سنة على انفصالي عنه
و لسوء حظي ما ازال اتذكر كل شيء كأنه كان قبل قليل
حاولت كثيرا لأنسى و لكنني ما ازال اتذكر بالتفصيل اكاد لا اغمض جفنا الا و انا اتذكر كل ما ذهب و سال مع مهب الريح
هل اشتاق لحياتي القديمة ؟ كل دقيقة
اريد ان يعود كل شيء كما كان ان افتح عيناي على مرأ جديد و اجد ان هذا الكابوس انتهى
و استعد لعطلتي الصيفية لعام 2014 بأن تبدأ
ان تعود والدتي للحياة ان اراها و المس يداها و اختبأ تحت جناحها
اشتاق للماتنا العائلية ليلا حول مائدة العشاء اشتاق لكل تفصيل كنت اعيشه

كانت حياتي هادئة و جميلة الى ابعد الحدود اما الان ؟ فما اقرفها و ما اتعسها
"تهاني بيث اتمنى لك عيد ميلاد سعيد و طول العمر" قالت ربة عملي و هي تحتضنني "شكرا سيدة كلارا " شكرتها بخجل لتلفني كامي اليها باقصى قوتها "اليزابيييث عيد ميلاد سعيد يا رفيقة عمري اتمنى لك العمر المديد و اتمنى ان اظل برفقتك الى اخر لحظات عمري" صاحت باعين متلألأة و هي تأخذني بين ذراعيها في عناق ضيق الذي سرعان ما اصبح عناق جماعي يضم كل من بالغرفة و انا اتوسطهم

تلقيت ليلتها اجمل التمنيات و اطيب التهاني و اروع الهدايا
ثم افترق الجميع مساءا ما عدا كامي , زين و ليام
"ما رأيكم ان نذهب لمكان ما ؟" سأل زين لتوافق كامي بسرعة
كعادتها لا تتحمل البقاء بالمنزل لدقيقة "الى اين؟ سيحل الظلام قريبا" اعترض ليام متنهدا "الى اي مكان هيا انهظوا " قال زين كي انهظ باستسلام متجهة الى غرفتي
اخذت سروالي الاسود و قميصي الرياضي طويل الاكمام كأبسط شيء عثرت عليه بخزانتي و بينما كنت على وشك تصفيف شعري سمعت صراخ كاميليا من الداخل
كي اتجه مباشرة اليها "ماذا حصل؟ " سألت بهلع "لوي" قالت واضعة كلتا يديها على فمها "ماذا به لوي هل حصل له شيء ؟" سألت مرة اخرى و انا التفت الى ليام المبتسم ثم الى زين "لا شيء غير انه اصبح ابا " اجابني زين و لأكون صريحة انها اول ابتسامة صادقة و حنونة اراها منه "يا الهي" شهقت بسعادة "لنذهب لهم هياا ماذا تنتظرون" قلت و انا ادفع كاميليا امامي متجهة نحو الباب
فور وصولي له حتى رن جرسه لأفتحه مباشرة
كان ساعي البريد بزيه الازرق المعتاد يمد لي ظرفا
تناولته و شكرته "دعوة لحضور المحكمة" قرأت بصوت عالي "لا بد من ان لها علاقة بالجمعية لا تنظروا هكذا ..دائما ما تصلني دعوات للمحكمة و لا احضرها لا يهم هيا بنا " قلت و ألقيت الظرف باهمال على الطاولة ثم غادرنا الى المشفى

سخرية القدر (H.S)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن