في فترة تماسك

296 12 5
                                    

كنت خلف ذلك الستار اراقبها تبتعد رويدا رويدا
عيناها منغمسة الى اطراف اقدامها تجر حقيبتها خلفها بيد و اليد الاخرى تضعها على صدرها كمن يتألم ...
و لا أكترث حقا ..فلتحترق .. فلتمت و لتتعذب لكذبها

و لما قد اهتم و حالي ليست بأفضل من حالها

كلي يموت و انا غافل .. كانت سنوات من الكذب و سنوات من الخداع ,اتسأل ماذا سيحل بها الان ؟
هه يا للحماقة ستعود لأصلها ..الى حيث وجدتها اول مرة .. الحانة حيث ربت و كبرت عاهرة كغيرها
اشفق عليها و لكنني اشفق على حالي اكثر منها

حملت يدي امسح دموعي التي جفت على وجنتاي

ياه دموع..لم اذرفها منذ سنوات
ببطئ..نحو الخزانة قرب السرير أخرج قنينة الشراب

كمن لم يذق ماءا منذ ايام علقا في صحراء قاحلة شربتها ..على نفس واحد اعلم انني سأستفيق و سأتذكر ما حصل و سأزداد سوءا عند ادراكي انه مجرد واقع و لكن لا بأس في ان انسى ذلك لفترة

توالت القارورات الى ان اسود كل شيء ...

_____اليزابيث_____

التفت لالقي اخر نظرة لآخر مرة  على المكان الذي أتيته اول مرة

هنا حيث بدأ كل شيء و انتهى  كل شيء...

التفت مرة اخرى واضعة يدي على صدري اتحسس ألم قلبي...آه يا قلبي ما فعلوه بك كيف تجرأوا على خداعك و انت الوفي الطاهر..آه يا قلبي كيف ستصمد بعد اليوم و روحي عني غابت أوستظل تنبض؟..توقف فإني أحوج لتوقفك من نبضك هذه الساعة 

آه يا حياتي و كيف ذهبتِ هكذا خسارة ..ما أنا بفاعلة لألقى كل هذا العذاب؟ ..على ما أتعاقب؟ أولهم أتيتم ثانيهم أُباع  و أُغتصب و الآن أرمى و بأشد كلمات الاهانة ألقى

شرف ؟ كرامة ؟ كلمات بحياتي ما عاد لها وجود فلما أستمر بالعيش ..أعقل  قرار قد اتخذه الان هو الموت و لكنها ليست بيدي...

مشيت بخطوات حاولت موازنتها قدر المستطاع و لكنها كانت تتعثر من حين لآخر ..لا أدرك  وجهتي حقا و لا اعلم ان كان بسبب الدموع التي غطت حيز نظري أم عقلي الذي تركته بين يدي هاري ؟..رن هاتفي بعد حين لأجيب دون ان أرى المتصل "بيث؟.." جاءني صوت كاميليا من الاتجاه الاخر لأجهث بكاءا بأعلى صوتي كنت كمن انتظر الاذن ليبكي و ينوح و صوتها كان كالاشارة لي لأنطلق دون توقف ..وسط الشارع

كان من الناس من ينحني ليسألني و لا أتجاوب فيفقد الامل و يذهب و منهم من يلقي عبارات الشفقة و منهم من ينظر و يبتعد في كل هدوء "بيث يا حبيبتي اهدأي و اخبريني أين أنت " قالت كاميليا لأرفع رأسي و أصف لها المكان الذي انا به و ما هي الا دقائق حتى وصلت

أخذنا زين الى شقته و هناك بدأت أسرد عليهما ما حصل و ما أكاد أنطق بكلمة و حتى تهرب من بين شفتاي شهقة أعلى من التي سبقتها "يا الهي" قال زين و هو يضع يده على رأسه " أخبريني هل قصرت معه بشيء ؟ أعطيته من حبي و قلبي كل ما تمنى و أكثر ..أهذا جزاءي على حبي ؟أن يتركني و يذهب هكذا بكل بساطة ؟ تجاوز حبنا و داسه فقط دون حتى ان يمهلني ثانيتين كي أشرح له " قلت و عدت للبكاء مجددا بين أحضانها ... و هل من أحضان أخرى تحملتني كما تحملت هي ؟

سخرية القدر (H.S)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن