الـ 6 صباحا كالعادة يصدر المنبه صوته المزعج و لكن على خلاف العادة لم يكن له جدوى من الاصل فاليزابيث قد استيقظت او بالأحرى هي لم تنم أصلا بل واصلت كل ساعات الليل تتحسس شفاهها تفكر أحيانا كيف كان طعمها او كم كان من المدهش تقبيله لها بكل تلك الحرارة , تفكر أيضا بكيف أغمض عيناه الخضراء باستمتاع او ابتسامته الجانبية المثيرة لتبتسم تلقائيا و تضحك على سخافتها ..و تفكر الاحيان الاخرى بلما و للعنة فعلت ذلك و كيف سيصبح الأمر غريبا بينهما رغم بدأهما صداقتهما منذ فترة قصيرة جدا لتزفر بكل غضب
امضت ساعات الليل و الفجر بمصارعة أفكارها المنفصمة و لو لم ينده لها المنبه لفقدت عقلها و قفزت من النافذة غير ساءلة عن العواقب
تنهدت بعمق و هي تجر نفسها الى الحمام ..فتحت الباب بخمول و نظرت لوجهها و مباشرة رفعت اناملها الى شفتها و ابتسمت ببلاهة مجددا ثم فرشت أسنانها و غسلت و جهها و ذهبت الى الاسفل
توقفت مباشرة قرب مدخل المطبخ تدعو الرب ان يكون قد نسي ما حدث بالأمس و تحاول جاهدة التقاط اي مصدر صوت ولكن عندما لم تلتقط أي اشارة خطت بكل ثقة مستعدة كل الاستعداد لمقابلته يحمل كوب الشاي خاصته و يتصفح هاتفه او الجريدة و لكن ما ان خطت داخل المطبخ حتى تلاشت كل استعداداتها و كل الجمل التي سبق و رتبتها على حافة لسانها فلا أثر له المطبخ كما هو تماما منذ الامس لا أثر لحياة شخص اخر بالمنزل ..تساءلت ما ان كان قد خرج مبكرا و لكن هذا أمر مستحيل لشخص ثمل على الاقل سيستقظ على الساعة السابعة فهو انسان منظم على الرغم من كل شيء هذا واضح
استغلت بيث غيابه هذا في اعداد افطارها و تناوله بكل راحة "انها الثامنة لما لم يستيقظ بعد" قالت بعبوس لتسمع سعاله الطفيف و هو يدخل المطبخ استقامت لا اراديا من مقعدها بعد ان دخل و ظلت تحدق به شعره المبعثر مبلل الاطراف ثياب نومه الخفيفة البنية و الهلات السوداء حول عينيه
تتبعته بعينيها بفم مفتوح كالبلهاء بينما هو فقط لم يعرها اي اهتمام واصل صنع الشاي خاصته ثم اقترب من الطاولة و جلس دون ان ينظر اليها حتى كان يسوده هدوء مريب عكس داخله الذي يكاد ينفجر تماما مثلها و لكن لكل منهما اسباب تختلف عن الاخر
جلست بيث مقابلة له هي الاخرى على مقعدها و ظلت تنظر اليه بطرف عينها كيف يرتشف من شايه و يتفحص هاتفه
كان هادءا على غير عادته "ما بك" قالت بعد ان ضاقت صبرا "ما دخلك" قال ببرود دون ان يرفع عينيه عن هاتفه "انا أسأل و حسب فأنت تبدو بمزاج متعكر" قالت بطفولية ليجيبها "أنت الوحيدة التي ستعكر مزاجي حاليا" بنبرة نافست الجليد في برودته "همم اسفة" همست و عادت لتكمل اخر رشفة من قهوتها ثم نهظت متوجهة نحو غرفة الجلوس شغلت التلفاز و بدأت بقلب القنوات باهمال "ماذا تفعلين" قال و هو يجلس بجانبها "همم" همهمت بتوتر و ابتعدت قليلا "هذا ليس جوابا" أجابها و سحب اداة التحكم عن بعد من يدها و قلب الى قناة فلم أكشن "سنشاهد هذا" أردف بمرح "انا لا أشاهد هذا النوع من الافلام " قالت بهدوء و انسحبت لغرفتها
أنت تقرأ
سخرية القدر (H.S)
Fanfictionكان كل ذنبي انني احببته حقا...انني امنته على حياتي ككل....انني كنت بريئة كفاية كي لا اكتشف نظرته الخبيثة و لكن ما ذنبه ان كانت عائلتي و قد خدعتني....نعم يا عزيزي انها ---سخرية القدر--- . . اليزابيث فتاة بنيت حياتها على كذبة ..لم تستقر يوما في...