" تبدو كأنها تعبير عن العزلة المطلقة ،
محاطة بالفراغ والغياب من كل الجهات ،
كما لو أنها تسكن العدم ... "______________
وصلت إلى نهاية الطريق وهي تحاول إلتقاط أنفاسها المتسارعة ، شعرت ببعض الأمان ، ثم أشارت بيدها لسيارة أجرة لتركب وتنطلق بها نحو المنزل ...
قابلت عند دخولها حديقة المنزل البواب وقد حياها بابتسامة ودودة ، تبادله الابتسام ، تفتح الباب بمفتاحها الخاص ثم تدلف إلى الداخل ...
تضع أغراضها على رف الخزانة جانب المدخل ، ثم تتجه نحو المطبخ ، تجد السيدة الطيبة وقد أدارت ظهرها منشغلة بتفقد الحساء فوق النار ، تحييها باسمة قائلة :
"خالتي الطيبة لقد عدت ، رائحة طعامكِ اللذيذ قادتني إلى المطبخ بشهية مفتوحة "
تستدير السيدة نحوها قائلة بفرح :
"أووه أهلا بكِ عزيزتيِ ، الحساء ينتظركِ بفارغ الصبر "
ترد عليها وهي تعانقها :
"لو تعلمين من قابلت اليوم بالجامعة ، إنها أجمل الأشياء التي حدثت معي مؤخرا "
السيدة بحب :
"ياترى من استطاع جعل عينينك تلمعان من جديد "
ميرال وقد توسعت عينيها فرحا :
"إنها رُبى ، لقد عادت للاستقرار بفرنسا ، هذا يعني أننا لم نفترق مجددا "
السيدة :
"صغيرتي فرحت لهذا كثييرا ، أتمنى أن تجعل عيناكِ تشعان فرحا دائما "
ميرال :
"ستمر علينا مساء ، وسنتسامر حتى الصباح أليس كذلك ؟"
السيدة :
" أجل سكرتي يكفي أن تكوني مبتهجة .."
تستمعان لطرقات على باب المنزل تتجه ميرال لفتح الباب وهي تقفز فرحا قائلة :
"ها قد أتت ، نعم لقد أتت "
تفتح الباب لتفاجئ بكون الزائر ليس صديقتها ، كانا رجلين أحدهما يبدو أنه قد بلغ من الكِبر عتيا ، مشتعل الرأس شيباً ، أما الآخر فلا يزال في مقتبل العمر ، لكن ملامحهما لا تدل على أنهما فرنسيان ...
بقيت ميرال متفاجئة برؤيتهما لدى الباب ، ثم ترنحت باحراج لتقول :"أهلا وسهلا ، كيف يمكنني خدمتكما ؟ "
خاطبها أكبرهما :
"أليس هذا منزل السيد يوكي ؟! "
أجابته :
" بلى إنه هو ..."
السيد:
"اذن أيمكننا مقابلة ابنته الآنسة ميرال ؟! "
ردت عليه بشك :
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romanceلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...