زهرة الزنبق ํωํ

47 6 5
                                    


هـي الآن متعبة كغيمة توشك أن تمطر لترتاح من حملها الثقيل ... !!

تلكَ الرائحة ستوقظ سبات ألمها ..!

__________________

توقفت سيارة آدم أمام منزلها ، استفاقت من شرودها على وقع محرك السيارة وهو يتوقف عن الدوران ، تنهدت ثم مسحت دموعها لتفتت إليه :

"شكرا لكَ سيدي ، عن اذنك "

هو كان يتأملها ، تمنى لو يستطيع حمل بعض من آلامها ، تنحنح مصغيا لكلماتها ، ثم أجابها :

"قلت لكِ اسمي آدم وليس سيدي ، وأيضا أنا لم أفعل شيئا لتشكريني ، هل لي بمفاتيح سيارتك ؟"

كانت على وشك المعارضة لكنها استسلمت أمام إصراره وهو يمد يده نحوها ، اكتفت بالابتسام له ثم وضعت المفاتيح في راحة يده و همت بمغادرة السيارة ، أدار المحرك من جديد ثم أشار لها مودعا وانطلق عائدا الى عمله ...

لحظات وهي متسمرة أمام بوابة الحديقة ، كل تلك الصور لا تتوقف عن التراقص في عقلها ، نفضت رأسها مبعدة كل مايدور في فكرها ثم فتحت البوابة وسارت باتجاه المدخل ...

________

بعد عودته إلى المخفر تحدث إلى حارس المرآب بأن يرسل سيارة ميرال إلى منزلها وهو يسلمه المفاتيح ، ثم صعد متوجها إلى مكتبه والضيق يعلو محياه ...

رفع الهاتف وهو يتصل بأحدهم ، تأخر الطرف الثاني عن الرد ، فزاد ذلك من توتره ليجوب الغرفة ذهابا وايابا ، بعد لحظات مرت وكأنها أيام بالنسبة لآدم ، تحدث الطرف الآخر قائلا :

"أهلا آدم كيف حالك ؟ "

رد عليه آدم وقد ثارت ثائرته :

"أتعلم أن خطتك كانت غبية جداا ، كانت ستخبر النائب بكل شيء ، لو لم أتصرف في آخر لحظة لأصبحت الآن بمشاكل بسببك ، قلت لك أننا بهذا نخاطر بعملنا ، ونتلاعب بمشاعر ميرال أيضا ..." 

قبل أن يكمل أوقفه ذلك الصوت قائلا :

"آدم اهدأ ، ليس هناك مايدعو لكل هذا الغضب ، من حسن الحظ أنك تصرفت في آخر لحظة ، هذا يعني أنك قادر على إدارة الأمر جيدا ، قريبا سنرتاح من كل هذا ، اصبر قليلا فقط .."

رد عليه آدم :

" اسمع لا يهمني الأمر بقدر ماتهمني ميرال ، أظن أنني أخطأت عندما وافقتك الرأي ، إنها لم تتحمل موت والديها بعد ، كيف لها أن تتحمل ماسيحدث الآن ،فبالنهاية هي إنسانة وعلينا اعتبار هذا  "

الصوت :

"أنا أعلم جيدا ما أفعله ، وكل هذا من أجل مصلحتها فقط ، كذلك علي أن أبعد الأنظار عنه ريثما أمسك بذاك القذر ، ستتحمل ليس أمامها حل آخر ، آدم ثق بي لقد درست كل شيء جيدا وسنبدأ بالتحرك قريبا ، إن واجهتنا مشكلة مع النائب فأنا المسؤول ، اطمئن "

العــاصــفـة  الـرمــاديــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن