......
يد تلامس كتفها ، تسري في جسدها قشعريرة تجعل جسدها ينتفض بفزع لتهب واقفة ، تفاجئ بصاحب الوجه البشوش المنكمش وعلامات الإندهاش تعلو محياه ، يخاطبها قائلا ليهدئ من روعها :
"آسف سيدتي ،لقد ناديت عليكِ كثيرا لكنكِ لم تجيبي ، قلقت من أن يكون قد أصابكِ مكروه ، آسف مرة أخ.."
قاطعته قائلة وابتسامة باهتة قد شقت طريقها إلى مبسمها :
"لا عليكَ ياعم ، لقد شردت قليلا لذلك لم أنتبه على صوتك .."
ابتسم لها بحنان قائلا :
"حسنا ، لقد كنت آتيا لإخباركِ بأن مدبرة المنزل تبحث عنكِ ، يبدو أنهم يتجهزون للذهاب .."
ترد عليه بصوت منخفض منكسر :"أجل أعلم هذا ، لكن لم أشعر بالوقت وأنا هنا ، شكرا لكَ أيها العم ، اعتني بنفسك "
تغادر المكان تاركة إياه ينظر إليها بعينين يملؤهما الحزن ، مخاطبا نفسه :
"آه صغيرتي ، مابال الدنيا قد قست عليكِ بهذا الشكل ، لكِ الله معينا ..."
ثم يغادر المكان هو الآخر ...تجر خطاها بانكسار دالفة الى داخل المنزل ، تلتقفها تلك السيدة الطيبة معانقة إياها :
"أين اختفيتِ صغيرتي ، لقد قلقتُ عليكِ "
تنظر إليها بامتنان :
"كنت فقط أستنشق الهواء في الحديقة ،لا داعي للقلق خالتي "
ثم تضيف متسائلة :"حسنا ، أسنذهب الآن ..؟"
السيدة بحزن:
"أجل ، لقد حضرت السيارة منذ قليل ، والجميع قد استعدوا ، كما أن إدارة المشفى قد اتصلوا وأخبرونا أنهم في الطريق إلى مقبرة العائلة .."تومئ لها الصغيرة بضعف قائلة:
"حسنا ، وأنا جاهزة الآن لنذهب .."
تمسك يديها الباردتين وتسحبها خلفها خارج المنزل ، باتجاه سيارة سوداء اللون ...
يركب الجميع سياراتهم ، ومشاعر الحزن والآسى بادية على وجوههم ،ثم يغادرون المكان باتجاه المقبرة ...
فور ركوبها السيارة اتخذت لنفسها مكانا جانب النافذة ثم جلست بجانبها تلك السيدة الطيبة ،وينطلق السائق ليترك المكان وقد خيم عليه الهدوء والحزن الشديد ...
تلبدت الغيوم بالسماء ، انكمشت السحب معانقة بعضها بعضا ،خانتها العبرات لتبلل المدينة ببكائها وانتحابها الحزين ...
قطرات المطر تلامس زجاج السيارة منزلقة عليه كتلك الدموع على خذ الجميلة الحزينة ...
تحدق بالشوارع المبللة ، الأشجار المتراقصة تحت أنغام اللحن الحزين ، أضواء السيارات تتلألأ هنا وهناك ، تصعب الرؤية أمامها ، ترخي رأسها التعِبَ على النافذة ، تمسح بطرف يدها خذها المبلل بالدموع ، ثم تعاود النظر في الطريق بشرود ، تتضارب الأفكار داخل عقلها ، ليتضح أمامها ذاك السؤال المخيف :
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romanceلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...