"أليس كل ماعايشته كافيا ، إنها منهكة ، افسحوا لها المجال قليلا ، علها تسترجع روحها الضائعة "
_________
شد يدها وهي مصدومة ، عاجزة عن إبداء أية ردة فعل تجعلها تستنكر الواقع أو تلوذ بالفرار ...
تلاحقه ومعصمها لا يزال في قبضته ، قلبها يقرع في صدرها كقرع الطبول ،يكاد يسمع من مسافات بعيدة ...
وصل عند أحد كراسي تلك الحديقة ، المطر لا ينفك عن الهطول ، ثيابها المبللة ،شفتيها المرتجفتين خوفا وقشعريرة ، الصمت المخيف الذي يعم المكان ...
توقف عقلها عن استيعاب مايحدث ، فور وصوله للكرسي جلس عليه مطلقا سراح معصمها ،وهي واقفة بذهول أمامه ، كانت لا تملك أدنى فكرة عن مبتغى هذا المجهول ...
رفع رأسه محدقا بها ، ملاحظا ارتجافها وخوفها وهو يحك راحة يديه نافخا فيهما عله يدفئهما ، ثم ابتسم قائلا :
"لا تخافي لن أؤذيك ، اجلسي وسأجيبكِ عن كل الأسئلة التي تدور في عقلكِ "
جلست بجانبه دون أن تنطق بأي شيء ، لا تزال مصدومة ، قطع الصمت من جديد بقوله :
"أولا لا يجب عليكِ البقاء وحيدة في مثل هذه الأماكن ، ثانيا سأجيب عن سؤالكِ بسؤال آخر : أَلم تتذكريني ؟"
رفعت رأسها بحذر وقد ولت عنها صدمتها قليلا ، تحاول تذكر ملامحه ، تنحنحت بخجل ثم قالت :
"تبدو لي مألوفا لكنني لا أتذكر أين رأيتكَ أو من تكون "
أومأ برأسه متفهما ، ثم قال :
"لا عليكِ فنحن قد التقينا مرة واحدة فقط ، لحظتها كنتِ مذعورة "
تذكرت ميرال شيئا لتقاطعه متسائلة :
"اذن كنتَ حاضرا في جنازة والداي ، أليس كذلك ؟"
أجابها مؤيدا :
"أجل إنه كذلك ، أنا الشرطي الذي تحدث معكِ قبل ..."
توقف عن كلامه بحرج لتتابع هي :
"أجل تذكرتكَ جيدا الآن "
ثم ابتسمت بأسى مكملة :
"لم تستطع التحدث معي بعدها ، فقد كنت في حالة يرثى لها حقا "
أجابها وهو يحاول تغيير مجرى الحديث :
"في الحقيقة أنا إلى الآن أتابع قضية وفاة والديكِ ، وأحاول الوصول إلى أي شيء قد يساعدني في الكشف عنها "
قاطعته قائلة :
"مهلا ماذا تقصد بقضية !؟ وكشف أيضا "
اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول :
"أتقصد أن الحادثة لم تكن عادية !"
أجابها متفاجئا من صدمتها :
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romanceلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...