صدمة ...◇

32 4 0
                                    

"أليس كل ماعايشته كافيا ، إنها منهكة ، افسحوا لها المجال قليلا ، علها تسترجع روحها الضائعة "

_________

شد يدها وهي مصدومة ، عاجزة عن إبداء أية ردة فعل تجعلها تستنكر الواقع أو تلوذ بالفرار ...

تلاحقه ومعصمها لا يزال في قبضته ، قلبها يقرع في صدرها كقرع الطبول ،يكاد يسمع من مسافات بعيدة ...

وصل عند أحد كراسي تلك الحديقة ، المطر لا ينفك عن الهطول ، ثيابها المبللة ،شفتيها المرتجفتين خوفا وقشعريرة ، الصمت المخيف الذي يعم المكان ...

توقف عقلها عن استيعاب مايحدث ، فور وصوله للكرسي جلس عليه مطلقا سراح معصمها ،وهي واقفة بذهول  أمامه ، كانت لا تملك أدنى فكرة عن مبتغى هذا المجهول ...

رفع رأسه محدقا بها ، ملاحظا ارتجافها وخوفها وهو يحك راحة يديه نافخا فيهما عله يدفئهما ، ثم ابتسم قائلا :

"لا تخافي لن أؤذيك ، اجلسي وسأجيبكِ عن كل الأسئلة التي تدور في عقلكِ "

جلست بجانبه دون أن تنطق بأي شيء ، لا تزال مصدومة ، قطع الصمت من جديد بقوله :

"أولا لا يجب عليكِ البقاء وحيدة في مثل هذه الأماكن ، ثانيا سأجيب عن سؤالكِ بسؤال آخر : أَلم تتذكريني ؟"

رفعت رأسها بحذر وقد ولت عنها صدمتها قليلا ، تحاول تذكر ملامحه ، تنحنحت بخجل ثم قالت :

"تبدو لي مألوفا لكنني لا أتذكر أين رأيتكَ أو من تكون "

أومأ برأسه متفهما ، ثم قال :

"لا عليكِ فنحن قد التقينا مرة واحدة فقط ، لحظتها كنتِ مذعورة "

تذكرت ميرال شيئا لتقاطعه متسائلة :

"اذن كنتَ حاضرا في جنازة والداي ، أليس كذلك ؟"

أجابها مؤيدا :

"أجل إنه كذلك ، أنا الشرطي الذي تحدث معكِ قبل ..."

توقف عن كلامه بحرج لتتابع هي :

"أجل تذكرتكَ جيدا الآن "

ثم ابتسمت بأسى مكملة :

"لم تستطع التحدث معي بعدها ، فقد كنت في حالة يرثى لها حقا "

أجابها وهو يحاول تغيير مجرى الحديث :

"في الحقيقة أنا إلى الآن أتابع قضية وفاة والديكِ ، وأحاول الوصول إلى أي شيء قد يساعدني في الكشف عنها "

قاطعته قائلة :

"مهلا ماذا تقصد بقضية !؟ وكشف أيضا "

اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول :

"أتقصد أن الحادثة لم تكن عادية !"

أجابها متفاجئا من صدمتها :

العــاصــفـة  الـرمــاديــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن