" كَانت مِثل بيانو ،♀
فِي بلدٍ كُل اهله مقطُوعي الأيدِي "____________
في مستودع قديم ، بجدرانه المهترئة ، وأسقفه الآيلة بالسقوط ، هدوء مخيف يخيم على المكان ، ظلام دامس مختلط برطوبة عفنة ، كل شي في سكون ....
يخترق السكون محركات سيارات سوداء اللون ، تثور عاصفة من الغبار في المكان ، تقف في منتصفه موقفة محركاتها ليعم الهدوء من جديد ...
صوت باب السيارة يقفل ، يقف بجانبه رجل ذو قامة طويلة ، في منتصف العقد الثالث من عمره ، يقفل زر بدلته السوداء ، ثم يتجه إلى مقدمة سيارته ويجلس عليها عاقدا يديه أمام صدره ، وأضواء السيارة تخترق الظلام ممزوجة برعب هادئ ...
تُسمع خطوات أحذية خلفه ثم يقف رجل يماثله في الطول والعمر تقريبا ، وآخر قصير وقد كان كبير السن ،
لم يلتفت إليهما ، فور إحساسه بقربهما هتف قائلا بجمود:" أسمعكما ، مالجديد ؟ "
أجابه أحدهما وهو يحاول جمع كلماته :
"لم نستطع التحرك إلى الآن ، لا تقدم في خطتنا البتة "
رد عليه ذو القامة الطويلة بسخرية :
"أعلم هذا جيدا كما أعلم أن خلفي جردان فقط "
ذاك العجوز فور إحساسه بالإهانة أجابه قائلا :
" لا تظن نفسك قائدا لنا ، كل مافي الأمر أننا ندرس الخطة جيدا كي لا ينقلب علينا كل شيء"
الرجل ببرود :
" وما الذي جئتما به بعد دراستكما هاته ! "
عماد وقد فقد أعصابك :
"من تظن نفسكَ يا هذا ، تكلم باحترام فالذي تخاطبه يكون والدي ولن أسمح لك بإهانته أمامي "
رد عليه وهو ينفث دخان سيجارته بسخط :
"لن تتغير أبدا أيها الصغير ، تفقد أعصابك لأسباب تافهة "
كان على وشك ان يصرخ في وجهه لكن والده أمسك يده وهو ينظر إلى "جاسر" :
" كفا عن هذا لم نأتي إلى هنا لنتتشاجر ، جاسر سنبدأ بالتحرك قريبا ، أعترف أن اقتراحي ذاك وذهابي إلى مقابلتها كان غبيا جدا ، هي الآن تعرفنا جيداا وستتوقع هدفنا "
قاطعه جاسر :
"هذا جيد ، إنك تدرك سخافة مافعلتماه جيدا "
تقدم بضع خطوات أمامهما ثم دس يديه في جيوبه ، وابتسامة خبث علت شفتيه ، ثم تابع قائلا :
"سنغير الخطة ، أصغيت إلى اقتراحكما من قبل ويبدو أنها ذكية بما فيه الكفاية ولن تخدعاها بسهولة هكذا ، لذلك سنستعمل القوة ولتتحمل العواقب "
رد عليه ذاك العجوز :
" ما الذي سنفعله ؟ "
جاسر بثقة :
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romanceلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...