"فليشهد الله أنها تمسكت بحبال الحياة حتى جرحت يداها "____________
كسرت أشعة الشمس النافذة بهدوء ، لتداعب وجنيتها الباردتين ، تتململ في فراشها لتنهض مرتبة شكلها ، حاملة حقيبتها ، متجهة نحو الأسفل ...
تتجه نحو المطبخ ، عند دخولها التفتت إليها السيدة الطيبة باندهاش ، تبتسم لها ميرال قائلة:
"صباح الخير خالتي "
ردت عليها السيدة بابتسامة:
"صباح الورد صغيرتي ، حقا اندهشت من استيقاظكِ مبكرا اليوم ، فوقت دوامكِ لم يأتي بعد "
أجابتها ميرال وقد بدى على ملامحها أن هناك شيئا ما يؤرقها :
"في الحقيقة لم أستطع النوم طوال الليل "
اقتربت منها السيدة وهي تقول :
"اذن هناك شيء ما يشغل تفكيركِ "
ربتت على كتفها بحنان وهي تحثها على الإجابة ، لتتنهد ميرال ببعض الراحة قائلة :
"في الحقيقة نعم ،كثير من الأفكار تتضارب داخل رأسي ،أفكر في كل شيء وفي اللاشيء ، لكن ليلة البارحة كنت اشعر بالقلق حقا "
تنهدت مرة أخرى لتتابع :
"إنه أخي ، لا أدري ماذا يحدث معه "
أجابتها السيدة :
"ألم تخبريني أنكِ تتواصلين معه طول هذه المدة !؟"
ردت مجيبة على سؤالها :
"أجل ، لكن هناك شيء مثير للشك ، بعد موت والداي تحدثت معه لكن كل إجاباته تكون مقتضبة ويتهرب من أي طلب أطلبه ، عاتبته لِم لم يكلف نفسه الحضور الى الجنازة رغم أن أبي وأمي كانا عنده تلك الأيام ،لكنه قال لي أن هناك مشاكل تواجهه تتعلق بجواز سفره ومكوثه في أمريكا لذلك لم يستطع القدوم "
ردت عليها السيدة وهي تحاول فهم تصرفات أخيها:
"ربما الأمر كذلك حقا "
قاطعتها ميرال متذكرة شيئا ما :
"لكن منذ ذلك الوقت لم يتحدث معي مكالمة هاتفية ابدا ، لم أسمع صوته ،كلها رسائل فقط "
عقدت السيدة جبينها متسائلة :
"لماذا ؟ "
"لا أدري ، فكما قلت لكِ يتحجج بالمشاكل التي تواجهه ، حتى أنها شملت منعه من المكالمات أيضا خارج أمريكا "
تابعت بخوف :
"أخشى أنه قد أصابه مكروه ولا يخبرني كي لا أقلق ، ما الذي سأفعله وكيف سأصل إليه!"
سحبت كرسيا لتجلس عليه ،ثم وضعت رأسها بين يديها وهي تائهة فيما يجب عليها فعله ، اقتربت منها السيدة وهي تحاول التخفيف عنها :
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romanceلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...