حكاياتنا التي دفناها في داخلنا .. نشد رحال الحنين إليها بين فترة وأخرى ..حين لا يعوضنا الزمان بمثلها !!!
_______________
تقلصت ملامح وجهها بانزعاج هادئ على إثر لمسات تلك اليد الناعمة ، لتستيقظ متفاجئة وقد علت ملامحها تعابير الفرح والإندهاش بعد رؤية وجه صديقتها وقد أطلقت ضحكة مشاكسة قائلة :
" أ أزعجت نوم سيادتكم أيتها الدب الروسي ؟!! "
أجابتها ميرال وقد ولَّى الفرح عن ملامحها :
"ماذا تقولين ؟! هل أبدو لكِ دبا ، لا وبل روسيا أيضا ؟!"
ضحكت ربى على شكلها المبعثر وملامحها الغاضبة بتصنع :
"نعتذر منكم ، لكن كان يجب علي إحضار أبواق وسيارات إسعاف لتستيقظي من نومة أهل الكهف التي كنت تغطين بها ؟ "
قطبت ميرال حاجبيها بتفاجؤ :
"منذ متى وأنتِ هنا ؟ "
رمقتها بنظرة نفاذ صبر :
"أظن أنها ساعة إن لم تكن ساعتين ،وقد حاولت بشتى السبل أن أوقظكِ ، لكن لا فائدة أيتها الدب الروسي "
لتخرج لسانها ، ثم تفاجئها ميرال وهي تمسك المخدة لترميها بها لولا أن قامت ربى هاربة نحو باب الغرفة ، ثم التفت إليها قائلة :
"بدل تضييع الوقت ومناقشة تفاهاتي ، هيا انهضي ورتبي شكلك المقرف هذا والحقيني ، فبالأسفل طعام شهي لا أستطيع إمساك معدتي أمامه ، يكفيني تعبي في إيقاظكِ "
بعثت لها قبلة في الهواء ، ثم جرت راكضة نحو الأسفل تاركة ميرال تتنهد و تحادث نفسها :
"أيتها المشاكسة لم تتغيري أبدا ، آه كم اشتقتكِ ، أعشق روحكِ المرحة .."
أطل رأس ربى من الباب وقد لفظ فمها قائلا :
"سمعتكِ يا دب ، لا تتكاسلي وإلا ستعانين معي اليوم كثييرا "
أطلقت ميرال ضحكة هادئة لتقوم من سريرها باتجاه الحمام قائلة :
"أنا قادمة "
__________
خطت أقدامها آخر السلم نحو الأسفل ، لتشق مسامعها ضحكات ربى وهي تشاكس السيدة الطيبة داخل المطبخ ، لتتجه نحوه بابتسامة عريضة مليئة بالحب والاشتياق ...
دلفت إلى المطبخ ، لتجد السيدة تضع بعض الأطباق على الطاولة ، أما ربى فقد اتخذت كرسيا لها وهي تنظر للطعام بنهم وشهية ...
قطعت كلامهما بعد دخولها قائلة :
"ألا يمكنما الصبر إلى أن آتي !؟ "
رمقتها ربى بنظرة ازدراء مصطنع لتقول :
"أجل لِم ننتظر كسولة مثلكِ ! "
أنت تقرأ
العــاصــفـة الـرمــاديــة
Romantikلا تشعر بالإنتماء إلى أي مكان ... تائهة وخائفة من المستقبل المجهول ... صامدة في وجه الصعوبات ،، تقاوم وتقاوم ، ولا تقبل الإستسلام .. تبحث عن ذاتها ، عن أصلها ، عن هدفها ، عن من يزرع الأمان بقلبها .. مختلفة واستثنائية رغم سواد الحياة في عينيها ... أق...