الشيطان الأسود

الفصل الأول

أتجنب الجميع والجميع يتجنبني ،عيون الناس تراقبني بخوفٍ وتخشى الإقتراب مني .
هو وحده من يعرفني على حقيقتي هو سيحميني منهم ويبعدهم عني ، هو عائلتي وهو صديقي الوحيد .

دخل إلى الصف فهرب جميع الطلاب بعيداً عن طريقه توجه نحو مقعده ثم سحب الكرسي وجلس وسط نظرات الطلاب وتهامسهم .

وضع رأسه على الطاولة وأغمض عينيه متجاهلاً جميع من حوله.

دخل المعلم ليقطع أحاديث الطلاب وبرفقته الطالب الجديد .

وقف ينظر إلى الطلاب وهو يحدث نفسه ( نفس المشهد يتكرر ، مدرسةٌ جديدةٌ وطلاب جدد ، هذا مزعج لقد مللت التنقل هنا وهناك )

لفت إنتباهه أحد الطلاب الذي يجلس وحده في الخلف بينما تفصل بينه وبين الذين يجلسون أمامه مسافةٌ كبيره ( ما باله لمَ هو منبوذٌ في الزاويه ولمَ يرتدي ملابس سوداء بخلاف التلاميذ الآخرين أليس لديه زيٌ مدرسيٌ ام ماذا )

قطع حبل تساؤلاته صوت المعلم يقول : ميشيل .

نظر إلى المعلم الذي قال له : يمكنك الجلوس بجانب سالي.

أشار إلى الفتاة التي تجلس أمام الفتى المنبوذ فتقدم ميشيل نحوها ثم جلس بجانبها فمدت يدها له مبتسمةً وقالت : سررت بالتعرف عليك ميشيل.

تجاهلها ثم ألقى نظرةً نحو الفتى الذي خلفه وقد بدأ الفضول في داخله  يزداد حياله.

إنتهت الحصة وحان وقت استراحة الغداء فبدأ الطلاب بالخروج من صفوفهم عدا ميشيل الذي بقي في مقعده .

سالي : ألن تأتي لتناول الغداء.

ميشيل : لست جائعاً.

عاد لينظر خلفه ثم وجه سؤاله إلى سالي قائلاً : ما مشكلته.

بدى القلق عليها فقالت : أخفض صوتك .

فجأةً نهض الفتى في الخلف ليشاهده ميشيل بشكل أوضح ، بشرته شديدةُ البياض الأشبه بالثلج وعينيه ذات اللون الأسود الفاحم هذا كان كل ما إستطاع ميشيل رؤيته فقد كان يخفي بقية ملامحه تحت كمامٍ أسود اللون ويرتدي قبعةً سوداء وثياباً سوداء ، فكان أشبه بمصباحٍ أحيط بالسواد.

توجه نحو الباب ليخرج فإبتعد الجميع عن طريقه ليعبر من بينهم .

زاد هذا الأمر من فضول ميشيل فقال : لمَ يبتعد الجميع عن طريقه؟

سالي : إنه الشيطان الأسود الجميع يخافه بسبب الإشاعات التي تدور حوله .