الشيطان الأسود

الفصل الخامس عشر

في اليوم التالي أتم ميشيل مراسم الدفن وبعد رحيل الجميع بقي واقفاً أمام قبر والده فوضعت سالي يدها على كتفه لتواسيه لكنه قال : أريد البقاء وحدي .

أمسك هاري بها وأشار لها لتذهب معه ففعلت .

جلس ميشيل أمام قبر والده وهو يبكي ويقول : أبي أنا آسف آسف على كل شيء .

جاء جيمس برفقة والدته ثم وضع يده على كتف الآخر قائلاً : تماسك يا ميشيل .

إستمر بالبكاء قائلاً : أبي سامحني أنا آسف.

جلست والدة جيمس خلفه معانقةً له وقالت : أنا متأكدةٌ من أنه يسامحك .

إستمر ميشيل في البكاء فقالت : أخبرني جيمس بما حدث ، لقد كان والدك شجاعاً ضحى بنفسه لحمايتك وأنت يجب أن تكون قوياً حتى ترقد روحه بسلام .

ميشيل : كان يجب أن أكون مكانه.

قالت : لكنه لم يردك أن تكون مكانه ولهذا إندفع لحمايتك قد يكون من الصعب عليك تجاوز هذه المحنة ولكنك لن تكون وحدك جميعنا بجانبك .

شدت عليه بحضنها وهي تشعر بالأسف عليه كما تشعر بالإمتنان لوالده الذي أنقذ لها حياة إبنها الوحيد وعندما رفعت بصرها وقع على إسم جورج المنقوش على قبره فإتسعت عينيها بدهشه ثم نظرت إلى ميشيل وقد إنتابها شعورٌ غريب.

بعد عودة ميشيل إلى البيت جائته مساعدة والده التي تعمل معه في المكتب وقدمت إليه بعض المعلومات قائلةً : الشخص الذي حاول قتلك كان مريضاً لدى والدك أظنه أراد فعل ذلك ليؤذي والدك ولكن بطريقةٍ ما عرف والدك ما يخطط لفعله وحدث ما حدث .

لم يبدي ميشيل أي ردٍ فعلٍ فأمسكت بيده قائلةً : تماسك يا ميشيل ما كان والدك ليحب رؤيتك ضعيفاً هكذا .

إستمر في صمته وسط إنهمار دموعه الذي لم يتوقف فنهضت وقالت : علي المغادره إتصل بي إن إحتجت شيئاً وسآتي للإطمئنان عليك بين الحين والآخر.

غادرت فبقي ميشيل وحيداً ، نظر إلى صورة والديه المعلقة على الحائط ثم أجهش بالبكاء.

في اليوم التالي عادت لزيارته فوجدته لازال جالساً في مكانه فقالت : أمازلت على حالك !

وضعت كيساً كانت تحمله على الطاولة وقامت بفتح نوافذ المنزل وهي تقول : ستنهار إن بقيت هكذا عليك أن تكون قوياً .

إستمرت في الكلام بينما كان ميشيل في عالمٍ آخر لا يمكنه سماع شيئاً مما نطقت به فأمسكت بيده قائلةً : ميشيل هل تستمع لي.

بقي على حاله من دون النظر إليها حتى فقالت : إسمع قد لا أتمكن من العودة لتفقدك الليلة فلدي الكثير من العمل لكني قد أحضرت لك بعض الطعام تناوله حتى لا تمرض وسآتي لتفقدك غداً إتفقنا .