١

113K 2.6K 853
                                    

ان اردت وصــف حالي لــك الان يكفــي ان اقول لك : اننــي انــا التيــه

انا الضيــاع والغرق،
النجــــاة والمــــوت ،
انــا احداث منفصله تجمعت،تراكمــت،اختنقت،فشكلتّنــــي
انــا التــي ان ضيعتهــا تجديها في الزاويه ترسم خارطــــة صغيــره
تعلــوها سماء زرقاء وطيور تغرد بلغه لا يفهمــها احد سواي
انــا التي ان بكت ، تتساقــط الدنيــا من عينيــها
انا التي ان ابتسمــت ، تمحو ما على الدنيا من خــــــوف
انــا شام ،
انــا الملجأ ،
انــا المنفى ،
انــا حدود ، بلا وطــــن

،،،،،،،،،......،،،،،،،،......،،،،،،،،.......،،،،،،،......،،،،،،،،،......،،،،،،،،،

في تلك المدينه الصغيره التي يغلفها الهدوء التام .. اخذت الرياح البارده تعصف في الاجواء منبئة بتشريف الشتاء البارد .. اطول واصعب موسم على الفقراء واليتامى .. ومن لا يملكون ملجأ يحتمون فيه من برد وامطار  ..ومع شروق الشمس يعلو صياح ديك من مكان مجهول لينبئ الناس على انتشار النور مبددا الضلام الحالك الذي يغلف المدينه في الليل.. ذلك اللون الذهبي المحمر ذو الوهج الدافئ .. الذي مــا ان يملئ الدنيــا حتى يهرب الضــلام مختبئا بخوف بين ثنايــا الجبال .. ليملئ الدفئ المكان مناديــا الناس للخروج من بيوتهــم .. كــل يذهب الى مصدر عيشــه .. كــل يخرج الى ما يتسلى به وبعضهم يجني رزقه .. اخذ الاطفال يركضون في الازقه مع اول بوادر الصبــاح وصراخهم الفرح يملئ المكان .. البنات يجلســن في تجمعات صغيره امام البيوت منفذات ما أمرت امهاتهن بعدم الذهاب بعيــدا .. يلعبن بالعرائس والدمى المحشوه .. وكل تتباها بأن دميــتها هي الاجمل بين الدمى .. دمى مهترئة قديمه اشتراها اطفال الاغنياء منذ وقت طويل حتى ملو منهــا ورموها .. ليأخذوها من حرموا من شرائها يوما وهم سعيدين بالحصول عليها .. يخيطون فتوقها .. يعيدون ملئها بالحشو لتبقى ممتلئة ويلعبون بها كأنها كل ما يملكون .. وهي بالتأكيد كل ما يملكون ..  الاولاد يلعبون الكرة .. وبعضهم يصعد دراجاتهم الصغيره .. ليعلو صوت الضحكات في ذلك الحي الصغيــر .. حــي متواضع حيث النساء يقفن على النوافذ يتشاركــن الاحاديث وهن يطبخن او يؤدين غسل الملابس ونشرهــا .. كانت حيوية المكــان تبعث على الطمأنينه .. ولكــن يقال انك لا يجب ان تحكم على الاشياء من المضاهر .. اذ ما ان يحل الليل حتى تنقلب الاحوال .. صراخ الاطفال وبكائهم يصبح مقرفا .. الرجال وصوتهم الذي يعلو على زوجاتهم تاره .. ومعنفا لأطفالهم تاره .. هذا ثمل وهذا عصبــي .. وذاك يتشاجر على ابسط الاشياء .. حســنا في الواقع هذه هي الحيــاه فيها الحلو والمر .. وغالبا مرارتها تطغى على حلوها .. من المستحيل ان تكون سعادتنــا فيها دائمه .. والا ما كانت تُسمى دنيــا .. وهناك الاخره .. هي النعيم الابدي

في شقه متواضعه .. بل متهالكه .. ومع اول بوادر الشتاء اخذت جدرانها تهترئ .. مثل كل موسم امطار .. ومثل كل عــام .. جدران باهته اللون داله على البنيان القديم .. اللون الابيض للجدران يكاد يكون رماديا بسبب قدمه .. الارض رطبه والشقه الصغيره لا تدفئ ابدا ولو احرقتها كلــها .. لمــسات انثويه صغيره هنا وهناك هي فقط ما يدل على وجود حياه في هذا المكان المتهالك .. ساعه حائط تسير كأنها سلحفاة لن تلحــق ابدا بالوقت الحقيقــي .. صور مناضر طبيعيه قديمه تعلق في الحائط فقط لتشغل المساحه الكبيره لا اكثر ولا اقل .. اريكتان او ثلاثه تتواجدان في الصاله الصغيره امام تفاز صغير يماثل قدم المكان .. ولكنه مع ذلك كان دافئا .. مكان يبعث على الراحه اكثر من البيوت الفاخره وملاعق الذهــب .. ليــس كل بشر ولد في فمه ملعقه ذهــب .. هذا ما كنا نسمعه دائما .. ولكن في هذا الجزء من المدينه كل البيوت متشابهه .. متواضعه تكاد تكون مذله لمن يعيشون فيها .. ولكن الحياه تجبر الجميع على الالم .. العيش بقسوه .. والشقاء من اجل بعض الراحه .. وما ترتفع صرخات الرجال في الليل الا لأرهاقهم الشديد من ضروق حياتهم البائسه .. وعملهم الشاق ..

آلَآسًسًـمِر آلَيّوِنٌآنٌيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن