٥

40.5K 1.8K 253
                                    

اّه ياجرحي المكابر
وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر
إنني العاشق ...والأرض حبيبة

*******************************

- دواء مــاذا هذا ؟
سمعت همــسه العميق يتســرب الى خلايــا الســمع لديــها .. ليقشعر بدنــها بأرتجافه لذيذه وهي لا تزال بيــن احضانه يرفض افلاتها .. همهمت بغيــر فهم
- هممم ؟
- أحم .. الدواء الذي اخذتــه ؟
- أا .. انه ..
- أنه ؟؟
- مهدئ

رفعت وجهها لتقابل عيناه فهو اطول منها بكثير .. وجدتــه يتأملها بعمق غريــب .. عرفت بأنه لم يصدقها فقالــت

- حقــا انه مهدئ
- ولــم تأخذين مهدئ ؟؟
- احتاجــه احيــانا
- احيــانا ؟..هم !!

ابتعدت عن احضانه ببطئ ويداه متمسكتان بها .. بقيت يداه على كتفيها حتى توازنت في وقوفها .. تراجعت للخلف وجلســت على جذع شجره تضع رأسها بين كفيــها .. ماذا ستفعل الان .. شعرت بنضراته عليها فعلمت انه يتأملها .. نهضت فجأه وفي عينيها قوة غريبــه ليخرج صوتها غريبــا حتى عليها

- انــا يجب ان اذهــب الان .. لم يعــد هناك داعٍ لتواجدي

- ليــس قبل ان نتكلم
صرخت به وقد فقدت كل تعقلها .. وطفح يها الكيــل

- نتكلــم .. لازلت تطلب ان نتكلم .. ما الذي تريده مني بعد .. اتعرف ما كان شعوري وانا اقف امام المرآه اتحضر للمجيئ .. اتعرف ما كان .. شعور مــن حكم عليه بالسجن المؤبد طوال حياتــه .. وحــين جاء قرار العفو عنه اصيب بالسرطان .. هل عرفت الان شعوري .. كنت اتأمل وجهي وانا اتخــيل بأنه يشبهني في شيئ ما .. اتخيل بأنني ورثت عنه ربما عيناه او شعره او اي شيئ .. لآتي الى هنــا واكتشف بأن كل هذا كان وهمــا .. وانني من المستحيل بعد الان ان اقابله يوما ما او اسمع صوته .. هــل جربت هذا الشعور .. برود مميت يتسلل ببطيئ بين خلايا جسدي .. لماذا ما زلت تريد التكلم ما الذي تريد تسميمي به اكثر .. ماذا

اقترب منها حتى اصبح يفصل بينهما انشات قليله .. وضع كفه الدافئه على خدها الناعم وصوته يسترسل دافئا ونضرات عينيه تخبرها انه يشعر بها .. وان كل شيئ بخير

- آمالــيا .. انا آسف جدا .. يجب عليك ان تعلمي بأنني لم احضرك الى هنا لأيذائك .. انا ابن المرأه التي تزوجها والدك .. وانــا الوصي عليك الان .. كان والدك يتكلم بك دائما وطوال هذه السنوات .. لم ينساك يوما ولم يحب اي احد اكثر منــك .. حتى قبل ان يموت كنت انت كل همه .. وصيته الوحيده كانت هي ان اجدك واعتني بك واعوضك عن كل ما فاتك في غيابه ...صدقيني ارجــوك

آلَآسًسًـمِر آلَيّوِنٌآنٌيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن