"زفاف الملك "النهايه"

39.5K 1.8K 221
                                    

.
.
.
.
يجلس في منتصف القاعه .. على المقعد الرخامي المزين بشراشف حريريه بيضاء .. بهيبته ...بجسده الضخم وشعره الاسود المصفف بأحكام ومدفوع الى الخلف .. قميصه الابيض عكس رماديه عينيه الثاقبتين .. يستند بوجهه على كفه الايسر يراقب النساء مبهورات بطلته .. لكنه يريد واحده .. واحده فقط .. حمراء الشعر رآها قبل عام من الان في نفس هذا اليوم .. عروسه تختلف .. تختلف عن كل الموجودات هنا الان .. انتضر نزولها بصبر نافذ ويكاد شوقه يحمله اليها ليمنعها عن النزول الى الزفاف اصلا .. وصلت والدته اليه وهي تراه يجلس نافذ الصبر
- ولدي الحبيب .. مبارك لك يا عزيزي .. فليرزقك الله بالذريه الصالحه
احتضنها بشوق طابعا قبله حانيه على جبينها المجعد والذي طوى عليه الزمن اثارا عديده
فجأه انارت القاعه في عينيه .. وانقشع ضلام حياته .. وهو يرى صهباؤه الفاتنه تتهادى نحوه بفستانها الحريري الابيض .. كحوريه خرجت اليه من بحيره الفردوس .. اشتعلت عيناه بألوان شعرها .. وهو يمسك نفسه بصعوبه عن الذهاب اليها .. واحتضان شفتيها القرمزيتين امام الجميع .. تتأبط يدها ذراع فيان .. تسير امامهما كاتيا بسله ورود تنثرها امام العروس ترتدي فستان فيروزي لاذع اللون ..  وهي تضع عيناها اللامعتين بعينا زوجها المهيب .. يا الهي ما اروعه .. الجميع يحسدها عليه

وصلت اليه بعد معركه دامت الف عام بينه وبين قلبه وهو يقاوم اختطافها .. تأبطت ذراعه بيدها لتسقط خصله حمراء على جبينها الابيض .. رفعها بطرف اصبعه ليعجز بعدها عن كتم مشاعره اكثر .. فزعت وهي تراه ينقض على شفتها يفسد كل احمر شفاهها .. شهقات الجمهور المتفاجأه ارتفعت وهما غائبان عن العالم وما فيه .. حلاوه السكر تمركزت في شفتيها بالنسبه اليه .. اما هي .. فما كانت تستطيع وصف اي شيئ تشعر به ..
ابتعد عنها مرغما بعد ان سمع نحنحه الرجل الذي سيعقد قرانهما 
وقفا امامه..  بكل صفاء العالم وجماله..  بقلبين صافين عاشقين..  تعاهدا على الوفاء مدى الحياه..  واحداهما يعد الاخر بقلبه على اشياء اكثر واكثر واجمل واسعد مما جعلهم الرجل يقسمون عليها
- اندراوس..  هل تقسم على ان تحب اماليا وتحترمها..  تصونها وتقدرها..  حتى يفرق بينكما الموت

صدح صوته الشجي في الارجاء
- اعد ان احبها واحترمها..  اصونها واقدرها..  حتى بعد الموت

لتنقطع انفاس النساء..  وتنحدر دمعه صافيه على وجنه عروستنا الفاتنه..  تشاركها صديقه عمرها كاتيا دموعها..  هذا اروع ما قد تحلم به امرأه يوما ما..  فتنهي اماليا عقد القران بقولها بخجل
- نعم اقبل
وتخدر من اصابع اندراوس التي تتلاعب بأصابعها..  فترتفع زغاريد الفرح..  ويطير الحمام الابيض فوق الكنيسه..  فترمي اماليا باقه زهورها نحو الخلف..  وتدور بفستانها الحريري الواسع..  لتصنع استدارتها سحرا مهيبا لعاشقها..  فترى زهورها البيضاء قد وقعت بين يدي مراهقه سمراء فاتنه..  يقف خلفها شاب..  ينضر اليها كما لو انه ينضر لأحد الهه اليونان..  انه بالتأكيد عاشق لها..  همس اندراوس بأذن عروسه المطرزه بحلق طويل من اللؤلؤ
- انذهب يا عروسي الحمراء ؟؟
- نذهب ايها الاسمر اليوناني..  نذهب يا حبيبي

فتودع اماليا شقيقتها وحبيبتها كاتيا..  وفيان اخيها وزوج اختها..  وتبكي في احضان السيده روعه..  حتى يختطفها فارسها على حصانه الابيض..  اقصد في سيارته الفارهه البيضاء..  فينطلقا نحو المطار..  ليتوجها نحو اليونان..  مركز شهر عسلهما..  ومركز ولاده

(الاسمر اليوناني )

🎉 لقد انتهيت من قراءة آلَآسًسًـمِر آلَيّوِنٌآنٌيّ 🎉
آلَآسًسًـمِر آلَيّوِنٌآنٌيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن