-٦-

404 13 0
                                    

كُل تلك اللحظات السعيدة إختفت ، إختفي صوتكِ معها ، و إختفت ضحكاتكِ ، مالي اليوم أشتاقكِ  ؟ و أنا الذي إجتذّك من أرضٍ كنتي قد زُرِعتِ  فيها للتوّ ، إقتلعتكِ بعنفٍ أكبر من الذي أدخلتكِ به ، فإذا بي قلبي يتصحّر تماماً من بعدكِ، مالي أبكيكِ في أوراقٍ أعلمُ بأنك لن تطّلعي عليها؟ مالي أحزنُ لفراقكِ و قد حال عليه الحوّل ؟
لا أذكرُ سبباً لفراقنا ، كان تافهاً عاديّ ، كُنا نتخاصمُ و نتشاجر علي أتفهِ الأسباب ، إختلفنا في كل شئ فبات كُل شئٍ يُفرّقنا ، عاندتُ نفسي وعاهدتها بأن مهما حدث لن يكون كافياً ليبعدكِ عني ، ها أنا اليوم أكتبكِ بُعداً ، فهل صدق عهدي ؟ لا أعتقد ذلك.
كُنا ومع الرغم من إختلافنا ننصهرُ حباً ، نتشكلُ معاً في إناءِ شوقٍ واحد ، أنتِ الجفاءُ و أنا العطاء ، ولم أكن لأندم علي ذلك ، رحلَ الجفاء فإذا بالإناء ينكسر ، كُنت دوماً المعطاء ، أحاول دوماً و  بشتّي الطرق أن أُبهركِ ، فقد كنتي في عيني كل شئ و لكي كُل شئ ، حاولتُ مراراً أن أحتويكِ ، ولكن كيف لزجاجة ماءٍ صغيرة أن تطفئ بركاناً هائج؟
بالأمس كُنتي بركاني ، صعبة المرّاس و العشرة ، متقلبة المزاج و بذلك أحببتكِ ، لم ترغميني ولو مرةً واحدة علي البقاء ، كنت دائماً تقولين بأنني معذورٌ إذ قررتُ الرحيل ، فمن يطيق إنسانةً معقدةً مثلك ؟ ، كنت أسكتكِ و أقنعكِ بحبي لكِ رغم العيوب ، أقفُ واثقاً محارباً لكِ ضدكِ ، و اليوم أترككِ بعد إذ طفح كيلي مع العيوب ، و بعد أن إستحلتي أخيرا إلي الأفضلْ ، فهل لازلتُ معذوراً؟

أنتِ و أنا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن