اليوم أبكيكِ قصةً تُكتب و تمحي ، قصةً تُقرأ من قبل العشرات ولكن لا أحد غيري سيفهمها أبداً ، مهما تشابهتّ قصتي مع الغير إلا أنها تختلف و تتفرّد بكِ ، أنتِ و مع الرغمِ من كمّ الألم الذي صاحب وجودكِ في حياتي كنتِ الأولي في قلبي ، وشئٌ ما يخبرني بأنك ستكونين الأخيرة.
أحاول جاهداً أن أسطّر الكلمات لكنها تأبي الخروج، كيف لكلماتٍ أن تصف حباً عانق حد السماء؟ هذا و إن وجدت الكلمات فلن توفيه حقه أبدا، تستمر محاولاتي في كتابةٍ شئٍ يرضيني شئ يشعرني بأهمية ما فعلته معكِ لكنني أشعر و مع إستمراري في الكتابة بأن ما فعلته لم يكن كافياً ، لم يكن يوماً ليرضيكِ أو ليبقيكِ حتي. أكتب أنا من منظوري و من عيني علي الحياة فهل أنا علي حق؟ أم أننا جميعاً صائبون؟ فلكل منا نظرةٌ للأشياء تخصّه و إذا ما اتبعناها كان اللوم علينا ملامّ. اليوم ألومكِ عتباً لا حباً لكِ ، اليوم ألومكِ علي ترككِ لي ، أعلم بأنني من قرّر الرحيل ولكنكِ أجبرتيني علي فعلِ هذا ! ألومكِ لأنكِ لم تتلوّني بألوان الكذِب و المجاملةّ ، لم تتغيري من أجلي ، بقيتي كما أنتِ صريحةً فظّة ، تقولين بما تشعرين من دون أن تلحظي أثره علي، كنتُ أحب هذا فيكِ ، بل عشقته ، كنت أبرر عفويتك الزائدة بأنها حب لي و براءةٌ منكِ ، لكنني ومع سعة صدري بتُ أمقت هذه الصراحة بل بتُ أراها وقاحةً بحتة ، تركتكِ تصارحين و تتحدثين كما تشائين ، لم أخبركِ يوما بأشياءٍ بسيطة فعلتيها جعلتني أكرهكِ ، ظننت بأنني سأنساها لكنني ومع الأسف كنت مخطئاً.