أراني اليومَ في المرآةِ وحشاً يتغذي من الفُراق ، يشربُ من دموعكِ كؤوساً لا ترويه ، و يأكلُ إعتذاراتكِ المستمرّة التي لا تسمنُ ولا تُغني من جوعْ. فتوقفي عن هذا الهراء ، و تعالي إلي صدري ، فاجئيني بحضنٍ أعلم بأنه مُحرمٌ ولكنه ملكي ، إختنقي بكاءاً بين يدي و املئيني دموع ، سيّلي كُحلاً علي خدي و آرسميه لوحةً حزينةً تودّعُ الفراق ، قبّليني بإرتعاشِ خوفٍ وضمأٍ كان طويلاً ، أمسكي بيدي ولفيّها غطائاً حولكِ ، أعصريني شوقاً ، و آمسحي بيدكِ ذقني ، أطيلي النظر إليّ و أصمتي ، ودعّي لشفاهكِ فسحة تُحدثُ بها شفاهي ، دعي الآسي يتسرّبُ منّي إليكِ ، و كلّما إزداد عنفي ، إستسلمي لي و دعيني ، دعيني أشفي غليلاً كان سببه أنتِ ، أفلا يحقُ لي أن أنتقمَ منكِ بكِ ؟