-٥-

554 16 0
                                    

مللتُ إنتظار قلمي ، وقررتُ اللجوء إلي صديقةٍ قديمة " آلة كتابة عتيقة" فمن غيرها سيسعفني في مثلِ هذا الوقت الحرج ؟ ، إنحينتُ أمامها تحيةً لها و لأبدأ سطراً جديداً يحكي معاناة عاشق ، فبسم الله الرحمٰن الرحيم.

كُنتُ هناكَ جالساً أمامكِ ، منتشيٌ حد الإنطفاء ، بيني يديكِ و أمام عينيكِ آذوب ، لازلتُ أتساءل كيف جعلتِ من جبلٍ جليديّ يذوب بهذه السرعة و الرقّةِ معاً؟  ، لم تكوني سوي شمعة بيضاء صغيرة ، فإذا بي أذابُ حباً بيني يديك هاتين، و لكمْ هو مختلفٌ شعوري و فريد ، لا شئ يصف دفئ أناملكِ الصغيرة و هي تداعب ذقني الكثّ ، لم تكوني تجرؤين علي لمسي من قبل ، لكن وفي ذلك اليوم بالتحديد إحتجتُكِ أن تفعلي ، كنت تربتين علي خدي وكأنني طفلك المدلل ، تمسحين ذقني بيدكِ الصغيرة النحيلة التي لطالما أحببت.
إستسلمتُ لكي ورفعتُ راياتٍ بجميع الآلوان ، كي لا تتوقفي ، كي تكملي سحركِ ذاك ، كنتِ تشاهدينني و أنا مغمضُ العينين ، ورأسي متكئٌ علي الطاولة الخشبية ، تبتسمين لي من دون أراكِ ، ولكنني كنت أشعر بكِ تبتسمين ، نيرانٌ أوقدت بداخلي ، كنتِ و كما يقولون " تطبخين قلبي علي نارٍ هادئة ". فوق تلكَ النار حطتّ أطرافي و باتت تشتعلُ جميعاً ، لم أقوي علي الحراك ، إختلطت بداخلي مشاعرٌ كثيرة و إجتاحني إعصارٌ عنيف ، كأن مشاعركِ تصلني من خلال رؤوس أصابعك ، كلّما تغلغلت في ، زاد إعصاري ، إنحينتي مقتربةً من كتلة العشق "أنا" و قلتِ : حبيبي. لكنني أبداً لم أجبكِ ، لم أقوي حتي علي النظرّ ، إكتفيتُ بجذب يدك إلي فمي كي أقبلها فإذا  بكِ تسحبينها في هلعْ.
- ما بكِ ؟
- ماذا تظن نفسك فاعلاً؟
- أقبل يدكِ ، دعيني أقبّلها ، فهي اليد الوحيدة التي تستحق ذلك
- ............. 
أطلتِ النظر و لم تتفوهي بأي كلمة ، إبتسمتي برقّة و مسحتي مسحةً أخيرة علي ذقني ، و قررتي بأن لقائنا قد إنتهي ، لم أقاوم أو أعترض لكنني كنتُ أتساءل ، أكانت تلك إبتسامة نصرّ ؟ أم إبتسامة حبٍ لم أدركه حتي رحلتِ؟ أترحلين بعد إذ أوقدتي من العشقِ نيراناً في قلبي ؟ بعد أن إستحالتّ ذكرياتنا حطاماً أمشي فوقه علي رصيفِ الزمن؟

أنتِ و أنا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن