تحت سقف منزل واحد اجتمع شمل عائلة ناديا ... امها سميحة .. والدها محمد, و ثلاث اخوات و صديقات .. نارمين , سيرين و الصغيرة جوهان
-نارمين:<< استيقظي ايتها البلهاء -_- اللهم سلط على هذا الهاتف تلفا و صمما كي لا اسمع صراخه كل صباح >> -_- ..... هذه هي الكلمات التي تستيقظ عليها نادية كل يوم , مع لكمة قوية بالوسادة التي تلقيها عليها نارمين , فهي تضبط المنبه على الساعة السادسة صباحا من اجل المدرسة , و لكن المشكلة انه يوقظ العائلة كاملة و هي لا تسمعه و كانها دب قطبي يغط في سباته الشتوي ...
استيقضت نادية و اخدت تعد نفسها لقضاء يوم روتيني كالعادة , انقضت اكثر من ربع ساعة و هي لا تزال في الحمام تحدق في المرآة , نادية كثيرة السرحان بطبعها , اخدت تنظر الى نفسها , تفكر في الماضي و تتطلع الى المستقبل المشرق , لتقطع احلام يقظتها نبرة صوت جوهان الحادة :<<هاااي !!!! هل فارقتي الحياة ؟؟ ام انك قررت العيش في الحمام !!! , هيا اخرجي بسرعة >>
-ناديا:<<صبرااا , ان الله مع الصابرين >>
و خرجت ببرودة اعصاب لتبدأ باختيار ما ترتديه , و كيف تسرح شعرها ... بعد ان انتهت من عمليات التجميل الصباحية التي لا تجدي نفعا , حملت محفظتها و انطلقت للمدرسة .... قد تكون المدرسة في نظر قاصديها سجنا , و قد يملون من الارتياد عليها كل يوم ... و لكن أجمل ذكريات العمر .. هي تلك التي يمضيها المرء في مدرسته ..
التقت ناديا بميسون و نورسين , كانتا اقرب صديقتين لها ايام المتوسطة , لكن تلك الصداقة تلاشت مع الزمن فاصبحو يلتقون بمحض الصدفة لا اكثر
نادية :"صباح الخير يا بنات"
ميسون << صباح الانوار , كيف حالك>>
نادية :<<بخير , جائعة فقط>>
نورسين:<<يا كريم يا فتاح يا رحيم يا رزاق , يبدو انك تصارعت مع طباخ في المنام>>
نادية<<كفاك ثرثرة , سأمر من محل العم مبارك لابتياع ما يسد رمق جوعي , و الا فسأقع صريعة من شدة الطوى>>
-ميسون:<<سنفور اكول , اين تخزنين كل هذا ؟؟! >> ......بنات انها السابعة و خمسون دقيقة , اسرعن و الا فسنصل متأخرات ...
بمجرد وصولهن الى باب المؤسسة , سمعن الكلمات الاسطورية الصباحية من السيدة فائزة :"هيااااا بسرعة , الاساتدة في الاقسام , اسرعوا "
افترقن لتذهب كل واحدة لقسمها , و تبدأ يومها , دخلت نادية الحجرة , لتستقبلها سيلين بسؤال لا تحب سماعه :"هل راجعت جيدا ؟؟!"
ردت مندهشة : " اراجع مادا ؟!! "
-كفاك تغابيا ارجوك , اتحدث عن فرض الادب العربي
-ماذااا ؟! يا الهي لقد نسيت امره , ابتعدي من طريقي دعيني القي نظرة على الكراس !!
-بالفعل مجنونة ..-
مرت ايام و ناديا تعيش اجمل لحظات عمرها دون ان تشعر , انها ايام الثانوية , لقد كانت ذكريات لا تنسى . احيانا يقررون الهرب جماعيا من القسم فيمضون ساعات و ساعات في اقناع "كاتيا" و امثالها بالهروب معهم , و بعد استعمال كل الاسلحة من اقناع و تهديد و عنف ينجحون اخيرا في تحريك تلك التماثيل ,في احيان تنجح عمليات الهروب . و في احيان اخرى تمسكهم السيدة فائزة متلبسين , فتسمعهم حكما و مواعظا في الاخلاق ,وتهدي كل واحد منهم استدعاءا كتكريم له على شجاعته و جرأته ....
و ذات مرة , قررت العصابة اقتلاع السبورة من مكانها للتخلص من حصة الرياضيات , فكلفو زميلهم "ياسين" الضخم بالمهمة , و راح المسكين ضحية جريمة جماعية , اما استادة الرياضيات فقد قامت بحسابات ذهنية و حلت معادلات و دوال بسرعة البرق لتجد قسما شاغرا , و قدمت درسها كما لو ان امرا لم يحدث... حقا ايام لا تنسى. :-)
أنت تقرأ
بين أمس و غد
Romance"بين امس و غد" رواية من وحي الخيال , تحكي عن صراع فتاة لقت من تقلبات الحياة المريرة ما يبكي الحجر , و لكنها لم تيأس و لم تستسلم .. بل ظلت تستقبل الأيام ببسمة أمل و تفاؤل رغم كل الصعاب