اخترق نور الشمس كل الحواجز , ليصل إلى غرفة ناديا , معلما إياها عن ميلاد يوم جديد .. كله تفاؤل و أمل ^^ .. هي الأخرى استقبلته بابتسامة مشرقة كأنها تقول له "أهلا بقدومك"جهزت نفسها لاستكشاف ما يخفيه لها من مفاجآت .. و كالعادة انطلقت في دربها نحو الجامعة , و بمجرد وصولها لمحت تنهنان و سمية أمام الباب الخارجي .. ركنت سيارتها و لحقت بهم
-ناديا :صباح الخير
-تنهنان/سمية:صباح النور
-أين سيلين , ألم تأت بعد؟؟
<انا هنا> التفتت ناديا و صديقتيها ليجدوا سيلين قد وصلت
-صباح الخير , لن ندخل الصف من أجل محاضرة السيد عامر أليس كذلك ؟؟
تبادلت الفتيات نظرات فيما بينهن .. تلك النظرات التي لا يفهمها أحد سواهن .. و التي تخفي خلفها خططا نسائية شيطانية 😈 ... هي من أجمل الأشياء بين الأصدقاء..."لغة العيون"
-سمية: لا داعي ان نتعب انفسنا و نحن نعلم أنه سيطردنا بعد لحظات ..
ضحكت الفتيات بصوت مرتفع , ذهبن للحديقة كعادتهن و اخذن يتحدثن عن مواضيع مختلفة. . الى ان انقضت الساعة , قررن بعدها الدخول للمحاضرة التالية .. وصلن إلى القاعة , و كعادتهن اتخدن اربع مقاعد لهن ..
-سمية : لا أريد ان نطرد اليوم ..على كل حال سأغادر بعد ساعة , عندي موعد مع دكتور الاسنان 😭😭
-تنهنان : محاضرة اليوم مهمة لا بذ ان نصغي جيدا .. و إلا ضاعت السنة...
دخل الاستاد القاعة , بعد القاء التحية على الطلاب , أخد يتفحص الأجواء, مطلعا على كل زاوية من زوايا الحجرة من فوق نظاراته التي غالبا ما يضعها على حافة انفه , و على حين غرة صرخ بصوت مرتفع :"سيلين , ناديا , سمية و صديقتها ... غيرن اماكنكن .. لا أريد رؤيتكن مجتمعات خلال حصتي مرة اخرى" ...
نظرت كل واحدة إلى الاخرى , و بصوت خافت همست سمية في أدن ناديا : "حاولي إقناعه أرجوك" .. نظرت ناديا إلى صديقاتها فرأت على ملامحهن أنهن قد علقن عليها آمالا كبيرة. . ضبطت بدلتها و وقفت مطلعة الى الاستاد.. ثم قالت مستهزئة بلهجة مازحة و بصوت عال : "أرجوك سيد كمال, لا تفرقنا ... سمية ستسافر بعد اسبوع و سنشتاق لها .. سيلين اقترب موعد ولادتها و ستغادر الجامعة .. و تنهنان المسكينة , خطيبها منعها من إكمال دراستها و اليوم أخر أيامها بيننا , هل يهون عليك التفريق بيننا خلال آخر اللحظات قبل الوداع .. ارجوك لا تفعل ذلك و نعدك بالتزام الصمت لثلاث ساعات كاملة"
رفع المدرس بسبابته تلك النظارات الدائرية الغريبة عن انفه , حمل سرواله الذي كاد يلامس الارض .. و بنظرة ثاقبة حدق بناديا , صرخ قائلا :"ربع ساعة ضاعت و أنا أصغي إلى هذا الهراء ! سأمنحكن دقيقتين , اما ان تغيرن اماكنكن و اما ان تغادرن القاعة "... قبل أن ينهي كلامه كانت كل واحدة منهن في رقعة من العالم ..مرت الساعة تلوى الاخرى , و كأن الدقيقة سنة ... ثقل المحاضرة ذكر ناديا بحصة الإجتماعيات أيام الثانوية... التي طالما جعلت منها هي و سيلين حصة للنوم , اوللسخرية من الأستاذ
انتهت المحاضرة اخيرا , غادرت الشلة القاعة كمن كان تحت تأثير التنويم المغناطيسي ...
-ناديا : لو لم يكن الفصل على وشك الانتهاء , لما فكرت بالدخول على الإطلاق
-تنهنان : بنات , اليوم لن أتمكن من تناول الغداء معكن ,اتصل بي مجيد قبل قليل و دعاني للغداء 💗💞
-ناديا : إذن, لم يتبق غيري و سيلين .. -تنهنان : لا بأس, يوم واحد فقطجلست ناديا و سيلين بالحديقة منفردتين بعد مغادرة تنهنان و سمية, آن أوان الغداء .. اقترحت ناديا ابتياع شيء لتناوله في هناك تفاديا لفوضى المطعم ... سيلين كانت منشغلة بالحديث عبر الهاتف فأشارت لها برأسها مبدية موافقتها .. تركت ناديا اغراضها رفقة صديقتها , و قصدت أقرب محل لابتياع ما يسد رمق جوعها و سيلين .. ثم عادت ادراجها
-ناديا : خدي عني
-سيلين : سلمت يداك ... إتصل بي عمر , قريب كريم قبل قليل
نظرت ناديا إليها و كأنها فهمت ما ترمي اليه , بعد هنيهة قالت بنبرة حادة : لما إتصل ؟؟
-سألني عنك .. ان كنت موافقة على طلبه
لم ترد ناديا بكلمة ... عادت إلى ذاكرتها تلك الجملة مجددا ...الجملة التي سمعتها قبل أشهر {ما ان يطرق باب منزلكم من ترين فيه صفات الرجولة من اخلاق و شهامة, فلا تغلقيه في وجهه}.. لا شيء في الكون يجبرها على حرمان نفسها و الانطواء في قوقعة الماضي و ذكرياته التي فنت و لن تعود , نظرت إلى وجه سيلين مطولا ... كأن ضميرها و قلبها في صراع , و لا تدري في اي صف عليها الانخراط, ضميرها الذي يقول لها ان القيت نفسك في اليم فستغرقين , و قلبها الذي يشجعها على الجنون .. فكرت قليلا , التفتت يمينا و شمالا كأنها تتخبط لإبعاد الأفكار السوداء التي لبدت سماء تخمينها .. لتكسر السكوت فجأة بقولها : انا موافقة
أنت تقرأ
بين أمس و غد
Romance"بين امس و غد" رواية من وحي الخيال , تحكي عن صراع فتاة لقت من تقلبات الحياة المريرة ما يبكي الحجر , و لكنها لم تيأس و لم تستسلم .. بل ظلت تستقبل الأيام ببسمة أمل و تفاؤل رغم كل الصعاب