****الزمن يمضي و الفكر يتقلب , و الانسان يتغير .... حتى ناديا التي طالما أقنعت نفسها و من حولها أنها ستكرس حياتها لمحاربة آدم. .. جمعها القدر بواحد من أبنائه ليجعل منها تمضي سعيا لتعقد صلحا بين "بنات حواء" و "ابناء آدم" ... فسبحان المغير الذي لا يتغير***
**
الساعة السابعة و النصف صباحا , ركنت ناديا سيارتها امام منزل سيلين , اتصلت بها
-ألو, صباح الخير , انا بانتظارك أمام المنزل اسرعي
-حسنا آتية
وصلت سيلين , ركبت السيارة بعد ان سلمت على ناديا
-ناديا:ما رأيك ان نمر بكاترين و ناخدها معنا
-سيلين: فكرة رائعة
{كاترين صديقة ناديا و سيلين , تعرفتا عليها منذ سنتين, بعدما تحصلتا على شهادة البكالوريا و دخلتا كلية الطب معا, كان أول لقاء لهما بها يوم توقفت بهم السيارة ولم يجدو من يعينهم لتلمحهم هي فتطلب لهم المساعدة وتوصلهم الى المنزل لان سيارة ناديا بقيت عند الميكانيكي , و بدلك اصبحت صديقة لهم , و اكتشفو انها مثلهم تدرس في كلية الطب}
-ناديا:ساتصل بها لاخبرها..... صباح الخير كاترين, اذهبت إلى الجامعة ام ليس بعد ؟؟
-لا ليس بعد ,لماذا !!
-جيد , سنمر انا و سيلين و ناخدك معنا
-حسنا , ساخبر زوجي إذا لكي يذهب الى عمله مباشرة
-اوكي , نحن بانتظارك
***بعد برهة من الزمن , اقبلت كاترين***
-صباح الخير صبايا , كيف الأحوال! !
-ناديا:تمام , و أنت!!
-كاترين:بخير الحمد لله , ما بك سيلين لما أنت هادئة !!
-سيلين: لاشيء مهم .
-ناديا: لا سيلين , يبدو انه هناك امرا تخفينه , تحدثي !
-سيلين : لا أعلم من اين ابدأ ....
-ناديا: من الآخر
-سيلين:بصراحة , قررت انا و كريم أن يكون موعد زفافنا الشهر المقبل
-ناديا : حقاا ما تقولين !!! لا أصدق, سيلين صديقة الطفولة ستتزوج !!! الف مبروك حبيبتي , أتمنى لك كل الخير و الهناء
-شكرا حبيبتي , و لك بالمثل ان شاء الله, اتمنى لك مستقبلا زاهرا رفقة حاتم
-شكرا
{حاتم , طبيب أطفال. .. جمعت الصدفة بينه و بين ناديا , ليعيشا سويا قصة حب طويلة بدأت بنظرة , فشجار , فعناد , فاعجاب , فاعتراف , فحب ... و ما أدراك ما الحب ؟؟... الحب سفينة ,تموج بنا بين ثنايا بحر واسع ,نحو شاطئ الأمان, الحب كمين من وقع فيه , رحل به إلى عالم آخر , حيث النقاء , عالم لامكان فيه لأحد سوى العاشقين , الحب وردة يعميك جمالها عن رؤية اشواكها فتحزنك حينا بلسعها و تسعدك حينا بعطرها ....من قال أن الحب عذاب فقد كذب , الحب الحلال جنة الله على ارضه.... لا حول و لا قوة للسان أمام رونقها و سحرها , الحب ..... مامن داع ليتعب المرء نفسه بوصفه .... فلن يعرف له قدرا إلا من رفرف بأجنحة الهيام بعيدا في سماء العشق }
**
اخترق نور الشمس شباك غرفة ناديا , ليعلن عن ميلاد يوم جديد , ليس كباقي الأيام, إنه يوم زفاف سيلين .. قامت ناديا من سريرها و الفرحة تغمرها , احست بخفة فراشة فلقت شرنقتها منذ حين , لتهب ريح الأمل معربة عن حياة هنيئة .... لم يسعها الكون لشدة فرحها و كأنها هي التي ستلبس الأبيض لزوجها ... جهزت نفسها لتظهر في احسن حلة بهذه المناسبة , اختارت الفستان الاجمل من بين مقتنياتها , و فتحت علبة المجوهرات التي اهداها حاتم قبل شهر , و قد اشترط عليها ألا تتزين بما حوت الا في اعظم مناسبة لها ... لم يعلم أنها هي و سيلين روح واحدة في جسدين ...تزينت بافخم ماركات المكياج .. ارتدت صندلها.. حملت حقيبة يدها , وراحت تلف و تدور أمام المرآة, كأنها ساندريلا في رقصتها مع الأمير ... توقفت لهنيهة و حدقت بنفسها في المرآة , رجعت سنين إلى الوراء , تذكرت فجر صداقتها و سيلين .. تذكرت حديثهما في حديقة الثانوية , تحديدا خلال حصة الرياضة , ذلك اليوم الذي تحدثت فيه سيلين عن مواصفات زوجها المستقبلي كطا تتمناه ,زوجها الذي قالت أنها ستصون شرفها من أجله. .. من يصغي إلى وصفها , ينتابه شك أنها تعرف "كريم" منذ آلاف السنين ...
أنت تقرأ
بين أمس و غد
Romance"بين امس و غد" رواية من وحي الخيال , تحكي عن صراع فتاة لقت من تقلبات الحياة المريرة ما يبكي الحجر , و لكنها لم تيأس و لم تستسلم .. بل ظلت تستقبل الأيام ببسمة أمل و تفاؤل رغم كل الصعاب