....اخرجت كوثر من حقيبتها ورقة مطوية .. و اعطتها لناديا التي مدت يدها المرتعشة لتمسكها , فتحتها و دموعها تجري على خديها , و راحت تقرأ ما كتب عليها
"حبيبتي ناديا .. لن اطيل عليك الكلام , أريد فقط أن اوصيك خيرا بنفسك .. عليك عيش حياتك كما ينبغي , فأنت تستحقين شخصا أحسن مني بكثير .. لا تنتظريني ناديا , لأني لن أعود, لا تحزني و لا تذرفي دمعة علي .. فأنا لا استحقك ... سامحيني حبيبتي"
لم تفهم شيئا , لم يستوعب عقلها ما قرأته, نظرت إلى سيلين و كوثر بعينين دامعتين , و بصوت مختنق قالت: "مالذي حدث ؟؟ كيف رحل حاتم بهده الطريقة البشعة ؟؟ افعلا لن يعود ؟؟؟ ام أنه يختبر حبي له !!!, ارجوك يا كوثر أخبريني أنه يمزح معي .. لن اغضب منه أقسم لكي ... "
لم ترد كوثر على تساؤلاتها .. يبدو ان حاتم رحل فعلا.. ليست مزحة .. و ليس كابوسا مزعجا ستفيق منه بعد لحظات ... إنه الواقع الحتمي ... عليها عيشه كما هو .. بكت كثيرا .. بكت بحرقة .. شعرت أنها أضعف شخص على سطح هذه الأرض, سيلين تنظر إليها من بعيد مكتوفة اليدين .. ليس بوسعها هذه المرة مساعدتها , لم تستطع اقناعها أنها قوية و لا تحتاج لأحد. .. لم يكن بوسعها سوى النظر اليها من بعيد بعينين دامعتين نظرة شفقة ... أما كوثر .. فكيف لها أن تواسيها و حالها لا تحسد عليها .. فقدت أخاها الوحيد الذي طالما جعلت منه سندها و عونها من بعد الله على فراق زوجها .. كان لها أخا و أبا و صديقا ..
عم الغرفة هدوء خانق , دخلت الطبيبة قائلة: الرجاء ترك المريضة لوحدها , أعصابها متعبة و لا بد أن ترتاح .. غادرت سيلين و كوثر الغرفة , لتنتظرا في الخارج رفقة سميحة ,شروق شمس اليوم المقبل , اليوم الذي تغادر فيه ناديا تلك الغرفة المشؤومة , و تواصل حياتها كما ينبغيبعد ثلاثة اشهر
في حديقة الجامعة .. يوجد مقعد منزوِِ عن العالم .. الجو خريفي لطيف , لا أحد في تلك الحديقة .. نادرا ما يمر طالب ... او شاب و حبيبته من هناك...من امام ناديا التي تجلس على ذلك الكرسي , حاملة بين يديها سجل اوراق كبير حجمه .. تتطلع عليه تارة , و تلقي نظرة على جمال الأجواء الساحرة تارة اخرى
أنت تقرأ
بين أمس و غد
Romance"بين امس و غد" رواية من وحي الخيال , تحكي عن صراع فتاة لقت من تقلبات الحياة المريرة ما يبكي الحجر , و لكنها لم تيأس و لم تستسلم .. بل ظلت تستقبل الأيام ببسمة أمل و تفاؤل رغم كل الصعاب