(الفصل الرابع)

64 3 2
                                    

وفي المساء إستيقظ والد الأم من نومه وكان متعباً جداً
وشعر بأن آلم قدمه قد إزداد فأصر على أخذ المسكنات ورفض العلاج الكيميائي

وجلب كأس ماء كي ياخذ المزيد من المهدئات والمسكنات
وخرج من غرفته حيث أنَّ زوجته وأولاده كانوا ينتظرونه على العشاء

كيف سأخبرهم وأٌألمهم مجدداً بعد إنتظارهم الطويل
كيف سأقول لهم عن مرضي الخبيث

قاطع حبل أفكاره أبنه الأوسط "هيا يا أبي العشاء جاهز"
فجلست وأنا ياكلني الهم والألم ولكن تظاهرت بسعادة

وأنا أتناول طعامي قلت لزوجتي "قولي لسارة أن تحضر عيسى فقد أشتقت لهم"

أتصلت الوالدة ببنتها وقالت لها "إنَّ والدك يريد رؤيتك غداً صباح لأن والدك مشاقٌ لكِ وأحضري عيسى معكِ"
فرحت سارة لهذا

في الصباح قالت لزوجها " أن والدتها إتصلت بها وإن والدها يريد أن يراها"

فرفض زوجها وعبس بوجهها وقال" لا لن تذهبِ"

فقالت له وعلى وجهها ملامح حزن"لماذا لا تريدني أن أذهب"

فقال بسخط" لأنكِ تكلمتي عني بسوءٍ في المرة السابقة"

وردت هي والدموع تملئ عينيها "ولله لن أتكلم بشيء عنك"

فصرخ بوجهها قائلاً " أنت كاذبة أنت تحبين عيسى أكثر مني "

فرمت نفسها بين أحضانه وقالت له " إني أحبك "

فوضع يديه على كتفيها ودفعها عنه بخشونة وصاح قائلا " قلت لا لن تذهبي "

وبعد حوار بينهما صفعها على وجهها

فصدمت سارة من ذلك فقالت لما ضربتني "

فقال لها"حتى لا تتكلمي عني بشيء,هيا إذهبِ الأن"
فذهبت إلى منزل والدها رغم سعادتها انها ذاهبة إلى منزل عائلتها ولكن لا يزال ذاك الحزن الذي يتغلل داخلها من ذاك الموقف الذي حدث في المنزل وعلى إبنها عيسى فناجت الله في قلبها"

وعندما طرقت الباب فتح لها والدها كان معها عيسى وموسى
"اوه,أهلا سارة تفضلي عزيزتي"

فجلست أمام والدها وعيسى يحضنه فقال والد الأم " تعال يا موسى وأجلس في حضني بجوار أخيك"

فرد بتعجرف صبياني"أنا لا أحب الجلوس بجوار عيسى"

صعق الجد من رده وقال له" ألا تحب عيسى يا موسي,هل تكرهه؟"

فرد موسى بصوت عالٍ " نعم أكرهه "

فصمت الجد متجاهلا رد فعله الصبياني المتعجرف المشابه لأبيه
ألتف الجد إلى ساره وقال كي يخرج من الجو المشاحنة حتى لا يجرح عيسى أكثر "ألا تريدين أن تحضري القهوة لأبيكي يا سارة إني أحب قهوتكِ"

ردت سارة بأبتسمة عريضة " أكيد يا أبي ٍانهض حالاً "
وذهبت إلى المطبخ وهي في المطبخ تقوم بتحضير القهوة ذهب عيسى وأصبح ينظر إلا والدته وهي تحضر القهوة
فقال لها ببرائته "أريد أن أتعلم كيف تُحضر القهوة التي يحبها جدي"
أبتسمت له ولدته وعانقته "كم أنت لطيف يا بني , حسناً تعال سوف أعلمك ,قف بجانبِ"

وقف عيسى بجانب امه وأبتسامته البريئة التي تجعلها تبتسم له لا شعوريا
قالت له أمه وهي تشير إلى الماء " عليك أن تنتظر الماء حتى يغلي ومن ثم وضع بن القهوة فوقها لكن عليك أن تكون حذرً"

وكان عيسى يتابع أمه وهي تعلمه بأهتمام طفولي
حتى أنتهت أمه من تحضير القهوة وسكبتها في فناجين وسكبت القليل في فنجان لعيسى وقالت "هذا لكَ يا عيسى"

أبتسم عيسى وقال "شكراً يا أمي,أنتِ الأفضل"

وأعطته الفنجان وخرجا من المطبخ وكان موسى يراقب كل ذلك من وراء الباب بغيرة

خرجت الام من المطبخ وخرج عيسى ورائها ووضعت القهوة على الطاولة أمام أبيها

قال لها أبيها بإبتسامة رقيقة " شكراً لكي يا سارة أنها القهوة الأفضل التي تحضريها أنتِ"

أبتسمت بالمقابل " وقالت أنه من دواع سروري يا أبتي"

وكان موسى يراقب عيسى حتى يغيب قليلا عن نظر امه وجده
وعندما غاب عن نظر أمه ذهب له وهو يرتشف القهوة التي وضعت له والدته فيها الكثر من السكر فدفعه حتى أنسكبت على بنطاله
فنظر عيسى بحزن إلى القهوة المنسكبة على بنطاله إنها لم تكن تلك الكمية الكثيرة

فنهض عيسى وكأن شيء لم يحدث ولم يخبر أمه وجده

وكان الجد يرتشف قهوته ولفت أنتباهه قدم عيسى أنا مبتلة
سأله ما "هذا يا عيسى على بنطالك"

قال عيسى بأبتسامته البريئة"لا شيء يا جدي لقد أوقعت على نفسي القهوة"

فنظر الجد إلى سارة وقال لها "ما أخبار زوجك "
فقالت "الحمد لله أنه جيد"

فسألها " هل يؤذيكي بشيء"

فهزت رأسها نفياً وقلبها ملئ بالحزن من زوجها

فقال لها " يجب أن نتكلم في وقت لاحق "

قالت له " يا والدي علي الذهاب لأني قد تأخرت"
.
شو رأيكم بالشابتر وشو تتوقعون لقدام هل ستتحسن حال عيسى اتروكلي تعلقاتكم وانشالله تكون اعجبتكم

شاب ملعون من الصغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن