Part 17

1.6K 110 9
                                    

.
..
تسارعت ضربات قلبها و هي تفتح عينيها بتعب....تنفسها أصبح ثقيلا....تنظر حولها....الرؤية مشوشة قليلا و لكنها سرعان ما اتضحت ....في غرفة يغلبها اللون الابيض و القليل من الاثاث.....تنزع قناع التنفس ببطء..." كاي-ااه.." قالتها بصوت ضعيف و هي تحاول ان تعتدل فى جلستها....تنفسها مازال ثقيلا....تعتدل فى جلستها بصعوبة لتشعر بألم يجتاح جسدها....تضغط على الزر المتصل بالسرير و أخذت تنتظر قدوم أحدهم ....مرت خمس دقائق و لم يأت أحد بعد فقررت الخروج بنفسها....

فتحت الباب لتجد الكثير من الضوضاء و الممرضات يأتين و يذهبن فى الرواق.....تمسكت بالجدار بقوة و شعرت بقواها تخور لتجثو على ركبتيها و هي تتنفس بصعوبة......" سارا , ماذا تفعلين ؟"

جاءها ذلك الصوت لتنتبه له فيحملها و يضعها علي السرير...."تيمين..." قالتها بصوت مختنق ليقول :" بماذا تشعرين؟....تستطيعين التنفس بشكل جيد ؟"

هزت رأسها نافية ليضع لها قناع التنفس و لكنها أبعدت يده ليقول بحدة :" عليكي بوضعه....انتي لست بخير..."

لم يتلقي إجابة منها و لم تمر لحظات حتي جاء الطبيب و الممرضة قبل أن تفقد وعيها من جديد.....

انتفضت من نومها بفزع و قد انسابت بعض الدموع على وجنتيها....مازالت في تلك الغرفة و لكنه الليل الآن.....أخذت تتنفس بسرعة و كأنها كانت تجري من شئ ما...." لا يمكن...." همست بها و نظرت حولها للحظات قبل أن تنزل من علي السرير و تقف أمام المرآة.....تتحسس رقبتها لتلامس أصابعها تلك القلادة....." أنها هنا...إنها حقيقية..." قالتها بمزيج من الدهشة و السعادة....." لم أكن أحلم.....كل شئ حقيقي....."

خرجت من الغرفة لتجد السكون يعم المكان.....أخذت تتجول فى الرواق بحثا عن اي شخص تعرفه إلى ان لفت نظرها اسم مريض أحد الغرف......كيم جونج إن...

وقفت شاردة للحظات قبل ان تفتح الباب ببطء....." بالتأكيد ليس هو بل تشابه اسماء بسيط.." قالتها و هي تقف عند الباب و ترددت في الدخول لثوان و لكنها خطت خطوتين الي الداخل و لم تمر لحظات حتي أصبحت امام سرير المريض......سرير غريب....يشبه طاولة كبيرة ...ممدد عليها شاب داكن البشرة نصف عار.....درجة حرارة الغرفة دافئة الي حد ما......يستلقي الشاب علي بطنه و قد والى رأسه الي جهة اليمين.....الكثير من المرطبات و الأدوية علي تلك المنضدة بالغرفة و قد غلب لون ظهر الفتي الي اللون الأحمر.....ازدادت ضربات قلبها عندما لاحظت بعض الملابس على أحد المقاعد بالغرفة ....." بالتأكيد هذه مجرد مصادفة.." قالتها بصوت خافت...و خائف....خائف من ان يكون الامر ليس بتشابه اسماء و لا حتي مصادفة....ترددت في الذهاب الي جهة اليمين....خطت خطواتها ببطء..و تردد..الي أن وقفت أمامه...." كاي-ااه.." قالتها و هي تضع يديها على فمها من الصدمة و قد انهمرت دموعها دون توقف...." كاي-ااه.." قالتها مجددا بخوف أكبر....هي تراه امامها الآن....ذلك ليس بحلم او حتي تخيلات سخيفة.....أمسكت يده التي استقرت بها تلك الكانيولا....يده دافئة ولكن خاصتها باردة....مرتعشة....قربت يدها من ظهره بردد.....تذكرت كتفه عندما كان مصابا...." كان هذا بسببي.....كل شئ بسببي...." قالتها بصوت مختنق و دموعها مازالت تأخذ طريقها على وجنتيها.....استقرت يدها على ظهره....ساخنا كالجحيم....سمعت صوت تنفسه....يأخذ شهيقا عميقا....ربما خففت برودة يدها تلك النيران المحترقة فى ظهره....انحنت اليه و قبلت جبينه....مسحت على شعره عدة مرات ثم خرجت من الغرفة......بدلت ملابسها ثم خرجت من المشفى بدون ان يراها أحد....الساعة الثالثة فجرا....المدينة هادئة....ليست كعادة سيؤل.....أخذت تمشي فى منتصف الشارع.....لم يهمها إذا ظهرت سيارة من العدم و صدمتها.....ربما هذا ما كانت تتمناه....أخذت تسير ببطء ثم ازدادت سرعتها تدريجيا.....بدأت تجري بكل قوتها و دموعها أخذت تتساقط من جديد.....تشعر انها ستختنق حتي الموت و لكنها تستمر.....استمرت بالجري حتي وصلت الى شاطئ ما ثم وقفت أمام البحر لتصرخ بحدة و ألم....جلست علي الرمال و ضمت ساقيها الي صدرها و أخذت تبكي بحرقة.....مر الوقت بدون أن تشعر...هي فقط تريد اخراج كل ذلك الألم.....ألم جسدي...و الأسوأ ذلك الألم النفسي....." لا أستطيع ان اصدق انه قام بإيذاء نفسه من اجلى....لما يفعل هذا و قد قرر التخلى عني ؟......أيريد ان يجعلني أتألم كما تألم هو؟....بالتأكيد.....له الحق..." قالتها بعد ان هدأ بكائها نسبيا.....مرت دقائق قبل ان تأتي سيدة عجوز و تجلس بجانبها....مسحت سارا دموعها ثم ابتسمت للسيدة و قالت :" Hi....I'm sorry for disturbing you.."

Loved Her As Baby | أحببتها طفلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن