٢

504 21 10
                                    

إستيقظت صباحاً مرعوب..

أنظر حولي..هذهِ غرفتي الفخمة وهذا سريري الدافئ..

ياالهي إنني أتعرق بشدة..

طرقت الباب فسمحت لمن كان يطرق بالدخول فإذا بها ميشيل..كبيرة الخدم ومعها بقية الخدم..

قالت بإبتسامة بينما كانت تفتح الستائر:" صباح الخير سيدي..هل أنت بخير؟" أكملت مرعوبة عندما رأتني متعرق بشدة.
قلتُ بغضب ولا أعلم لماذا :"لا! لستُ بخير..أخرجن جميعاً أريد الأستحمام.."
قالت ميشيل بهدوء :"لكن سيدي، اليو.." صرخت بها :"أخرجن!!"

قامت ميشيل بأمر البقية بالخروج وخرجت خلفهن بينما أنا رميت الغطاء بعيداً عني ونهضت للحمام لأستحم وأبعد ذلك الحلم المزعج من رأسي..

وعندما كنتُ داخل الحمام، تذكرت بإنني علىّ زيارة بيت السيد صالح للتحدث عنه بشأن الفلم الجديد الذي سأكون أنا بطله..
تنهدت ونهضت من الماء لغرفتي وأخرجت ملابسي وأرتديتها ثمّ نزلت للأسفل لأجد الفطور جاهز..

تذكّرت ذلك الحلم مجدداً..
حسناً، بعيداً عن كوني كنتُ تحت المطر وكأنني فقدت كل شيءٍ وهذا لن يحصل..
من هي تلك الفتاة؟؟ هل هي حقيقةً أم مجرد حلم؟

بينما أتناول طعامي سألت ميشيل التي تقف فوق رأسي :"ميشيل، إن رأيتي فتاة بالحلم وتكلمت معك وكأنه حقيقة..هل هذا يعني بإنها حقيقية أم خيال؟"
قالت ميشيل بإبتسامة :"همم لنرى..حقيقةً لا أعلم ولكن..الحلم مجرد حلم ويبقى حلم صحيح؟"

نظرت لها بطرف عيني فتوترت وعلمت بإن كلامها لا معنى لها ولا يفيدني بشيء..
فقالت بشيء من طفولتها :" ماذا؟ أعني الأحلام أحياناً تتحقق و.."
قاطعتها واقفاً :"أصمتي، لا فائدة منكي.."
سارت خلفي قائلةً بطفولتها :"آسفة حقاً لكنني لا أفقه شيئاً بالأحلام!!"

وصلت لسيارتي ونظرت لها بحدة لتصمت..ففعلت.
لا أعلم كيف لأمرأة بسن جدتي أن تكون طفولية بهذا القدر..
ركبت سيارتي وسرت لمنزل السيد صالح..

أحب التأخر دائماً عن المواعيد..
فالذي فعلته هو السير ببطء والتوقف لشراء جريدة لأعلم ماذا يحل بهذا البلد..
يمكنني أستعمال هاتفي، لكنني أحب العودة للماضي قليلاً..
أليس جميلاً أن تتخلى أحياناً عن التكنولوجيا والعودة للماضي؟

تفتح كتاباً للقراءة بدلاً عن الكتب الإلكترونية.
تقرأ الأخبار في الجرائد بدلاً عن البرامج المتعددة..
تكتب بقلم حبر وورقة بيضاء أمامك تمليها كيفما شأت، بدلاً عن اللوح الإلكتروني والقلم الإلكتروني أيضاً.

أنا أحب ذلك ولا شأن لي بكم..

وصلت للمنزل بعد ربع ساعة من الموعد..
حسناً لم اتأخر كثيراً للأسف..

كان المنزل بسيطاً بالنسبة لمخرج كبير كالسيد صالح..
توجهت ناحية الباب لأطرقه ففتح سريعاً وخرج السيد صالح بنفسه مبتسم قائلاً :"السيد وينتز! أخيراً! تفضل تفضل "
دخلت بإبتسامة خفيفة ثمّ قادني لغرفة الضيوف وجلست..

قال مرحباً :" أهلاً وسهلاً بك يا سيد وينتز..ولكن لما كل هذا التأخر؟"
قلتُ :"إنها ربع ساعة فقط..ليست كثيرة.."
رأيت الدهشة الخفيفة علىٰ وجهه من وقاحتي ربما؟
لكنه أبتسم فوراً ونادى فتاة ما لتقدم شيئاً لي..

بدأنا بالحديث عن الفلم، وأراد أن ينهض لجلب السيناريو، لكنه توقف عندما دخلت فتاة ترتدي فستان طويل يغطي جسدها بأكمله، وشال يغطي رأسها أيضاً..
تشبه تلك الفتاة التي بالحلم..لكنها..أصغر؟

أعني أقصر، وتبتسم بطفولة..متأكد بإنها ليست هي..
هذا إن كانت حقيقة أساساً..

قامت الفتاة بتقديم العصير لي، ثمّ للسيد صالح..وجلست بجانبه.
مما أثار إندهاشي وقلت :"يبدو بإنك لطيف لدرجة جعل الخدم يجلس بجانبك.."
صدمت الفتاة كثيراً والسيد أيضاً، لكن صالح ضحك بعدها بينما الفتاة غضبت ونهضت قائلةً :"أنا لستُ خادمة يا هذا!!!"

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن