٣

370 19 6
                                    

قلتُ ببرود :" لا يهم.."
إندهشت الفتاة مني ثمّ خرجت من الغرفة غاضبة بينما السيد صالح قال بهدوء :" سيد وينتز..يجب أن تحذر من كلامك، فهذه أبنتي وليست خادمة"
قلتُ معتذراً :"اوه، أعتذر، لم أكن أعلم.."

قال بهدوء :" لا عليك، لكن كن حذراً فربما تفعل شيئاً لك بغيابي..فهي شقية..سأذهب لجلب السيناريو "
نهض هو بينما أنا أنظر للغرفة واشرب العصير.

إنها بسيطة حقاً، وهو يجعل أبنته تقدم العصير!
أليس لديه خدم؟؟
ياالهي كيف يعيش هكذا؟

شعرت بأن هنالك عيون تراقبني فظننت بإنها تلك الفتاة الصغيرة تريد فعل شيءٍ سيء لي..
قلتُ بكل ثقة :" لن تستطيعي فعل شيءٍ لي يا صغيرة فلا تحاولي "
سمعت شخص يتمتم لكنني لم أسمع ما قال..

بعدها دخل السيد مبتسم ولمحت فتاة تمر خلفه بكل هدوء غير مكترثه لي بتاتاً. ولا أعتقد بإنها تلك الصغيرة فهذه أطول..

بقينا أنا والسيد صالح نتكلم عن الفلم..
وأعطاني الحوار لأحفظه فالغد هو أول أيام التصوير..،

أكملنا حديثنا..وقد دعاني لحفلة جوائز الليلة فقبلتها بما إنني متفرغ .
وعندما وصلنا للباب ليودعني لمحت فتاة ترتدي رداء أحمر وشال أسود، تماماً كالتي في الحلم..
كانت تصعد الدرج وتعطي ظهرها لنا..
لكنها توقفت فجأة وألتفتت للجهة اليسرى وكأنها تعلم بوجودي ثمّ أكملت سيرها غير أبهه..

نظرت للسيد صالح الذي كان يبتسم بوجهي بغرابة فأبتسمت بخفة وخرجت لسيارتي وركبت وسرت بعيداً..
توقفت عن مقهى لأنني شعرت بالعطش قليلاً..
دخلت ووجدت مكتبة صغيرة داخله..فسألت الموظف عنها فأخبرني بإنني يمكنني قراءة كتاب بينما أشرب مشروبي..
مجاناً! رائع..

أخذت شرابي وذهبت لأخذ كتاباً ما ثمّ جلست علىٰ الطاولة القريبة من المكتبة الصغيرة هذهِ..
وبدأت أقرأ، عندها فتحت باب المقهى ولكني لم أكترث..
بعدها سمعت صوت فتاة كتلك التي في الحلم..

رفعت رأسي فإذا بي أرى ذات الرداء الأحمر والشال الأسود..
كانت تتكلم مع الموظف وتمسك بيد فتاة صغيرة..
أعطت الفتاة قطعة حلوى وأخذت شرابها وخرجت لسيارتها وسارت بعيداً.

ياالهي هل هذهِ الفتاة تتبعني من الحلم أم ماذا؟
لقد بدأت أرتعب منها حقاً.
أبتلعت ما بفمي وأكملت عصيري وكتابي ثمّ حملت نفسي وغادرت عائد لمنزلي..

وفور دخولي قلتُ لميشيل :" حضري لي عصير منعش" وصعدت لغرفتي لأرتاح علىٰ سريري..
دخلت بعدها ميشيل مبتسمة وأعطتني العصير..
ثمّ قالت بطفولتها :" أنت تطلب عصير كثيراً اليوم يا سيدي.."
نظرت لها ببرود فقامت بسحب نفسها خارجاً.

شربت العصير دفعة واحدة ووضعته جانباً ثمّ أستلقيت..
وفكرت..
أنا فعلاً شربت كثيراً اليوم..
فالصبح شربت وبعدها لدى السيد ثمّ في المقهى والآن هذا.

مالذي يحدث لي يا ترى؟؟
لا يهم..اريد النوم..

إيقظتني ميشيل ليلاً للحفلة..
نهضت بتكاسل ، غيرت ملابسي وركبت سيارتي الخاصة بحفلات كهذه.
أوصلني السائق للحفل وفتح لي الباب..
وما أن نزلت من السيارة حتّى جائت المعجبات يطلبن توقيع وصور..

ياالهي كم أنا مشهور..وكم هن مغفلات..لكنني أحبهن..
سمعت فتاة تنادي بأسم 'دارسي' ياالهي كم أحب هذا الأسم، حتّى إنني أود أن أسمي أبنتي بهذا الأسم..هذا إن تزوجت..
تتبعت المناداة بينما أوقع للمعجبات..

لم أعثر علىٰ الفتاة التي تنادي لكنني عثرت علىٰ فتاة صغيرة تبحث عن شخصاً ما ودموعها تكاد تنزل..

أليست هذهِ نفس تلك الفتاة الصغيرة التي كانت مع ذات الرداء الأحمر؟
تركت المعجبات وذهبت لها..
نزلت لمستواها وقلت بهدوء :"هيي، هوني علىٰ نفسك، ماذا حدث؟"
قالت الفتاة ببكاء :" لقد أضعت عمتي..أنا اريدها اريدها.."
قلتُ بهدوء :"حسناً، لا تبكي، سنعثر عليها..هيا تعالي معي"

مددت لها يدي لتمسكها لكنها كانت مترددة قليلاً وقالت :"لكن عمتي أخبرتني أن لا أتكلم مع الغرباء أو أذهب معهم لأي مكان.."
ضحكت قليلاً للطافتها ثمّ قلتُ :"حسناً، إذاً أبقي هنا وحدك وأبكي وأنا سأذهب "
صرخت قائلةً :"لا لا، لا تتركني.."
قلتُ بثقة :"هاتي يدك.."

عندما رفعت يدها لتصل ليدي..فجأة ظهرت يد أمامي وأخذت بيد الفتاة ثمّ حملتها معانقة لها..
جمدت من سرعة الفتاة ومجيئها المفاجأ..
ولحسن حظي ناداني شخص ما ثمّ أدخلني للحفل، وأنا الذي كنتُ أنوي رؤية وجه هذهِ الفتاة الغامضة..

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن