١٣

141 10 4
                                    

"كالعادة، متأخر! عليك المجيء بالوقت المحدد يا سيد وإلا ستعاقب!" قالتها لي حنين فور قدومي..
قلتُ ببرود :"وماذا ستفعلين؟ تطرديني.."
قالت ببرود قاتل :"نعم.."
نظرنا لبعضنا بحدة إلا أن أتى السيد صالح ووقف بيننا قبل أن نشن الحرب علىٰ بعضنا..

قال مبتسم :"أهدأو يا شباب ماذا بكم؟"
قالت حنين وهي تنظر لي بغضب لكن تحدث صالح :" قل لممثلك هذا فليأتي بالموعد..ليس لدينا اليوم بطوله كي ننتظره! لدينا مهام أهم من أنتظاره!"
قلتُ للسيد صالح ولكنني أنظر لها بغضب أيضاً :" قل لها يا سيد بإنني لدي مهام أيضاً لأفعلها لهذا تأخرت.."

ضحكت بسخرية قائلةً :"نعم صحيح..مهامك تصل لرأسك من كثرتها!"
قلتُ بغضب طفيف :"ماذا! أتقصدين بإنني لا أفعل شيء سوى التمثيل؟"
قالت بثقة :"نعم"
يال ثقتها..لكنها حقاً محقة..فجل ما أفعل هو التمثيل..

قلتُ عاقد ذراعاي :"حقاً؟ وماذا تفعلين أنتي أساساً؟ "
قالت بثقة :"أشكرك لسؤالك..أنا كاتبة ولدي أفلام كثيرة حققت النجاح هذا غير عن الكتب التي تملأ المكاتب وبشتى اللغات، وأنا أيضاً أصقل الذهب والألماس وأحوله لقلائد وأساور وساعات..ما رأيك؟"

دهشت من جميع تلك الإنجازات..هي حقاً رائعة..
لكنني لم أصمت وقلت :"اه حقاً! وأنا ممثل مشهور وترجمت افلامي لشتى اللغات أيضاً، وحضيت بمعجبات كثيرات وحضرت عدة برامج ومقابلات!"
قالت بسخرية :" هذا شيءٌ تافه..فأنا أيضاً لدي معجبين وحضرت عدة مقابلات وبرامج.."

ياالهي..كيف سأهزم هذهِ الفتاة!!
لولا السيد صالح الذي سحبني بعيداً عن سخريتها لكنت قد مت خجل..
هي فتاة وفعلت كل ذلك! بينما أنا لا شيء لي سوى التمثيل..

دخلنا لمنزل بسيط لكنه كان مألوف لدي..
ظهر ظل رجلاً ما وتقدم نحونا..وبينما يتضح وجهه أكاد يغمى علىّ من الإرتعاش..
ياالهي لا أصدق! أهذا والدي!!
يستحيل هذا!!

توقفت وتوقف هو أيضاً عندما لمحني..
بقينا ننظر لبعضنا بدهشة..
وبينما أنا أفتح عيناي علىٰ وسعهما..كانت عينا والدي تدمع..
لكنه مسح دموعه قبل وقوعها وتقدم ناحيتي بهدوء..

سلم علىٰ السيد صالح فقال السيد صالح :"عزيزي، هذا السيد جيمس، هو صاحب المنزل هذا الذي ستمثل فيه.."
مد يده لمصافحتي فحملت يدي ببطء شديد وتوتر ملحوظ ثمّ مسكت يده وتصافحنا بينما أهمس:" مرحباً.."
لم أقوى علىٰ قول كلمةٍ أخرى..فإن فعلت..سأنهار..

قال هو بإبتسامته الحانية التي رق قلبي لها وأشتقت لها :" مرحباً بك يا بني.."
بني!!
بعد كل الذي فعلته بك! لا تزال تعتبرني أبنك!
آه يا أبتي..كم أحبك..لكن الزمان تغير..وأنا أيضاً.

أعتذر لن أعود..

قلتها بداخلي بينما أنظر بعينه بحزن وهو كان ينظر بحنان وهز رأسه بتفهم وكأنه فهم ما قلته وسمعه..
ياالهي..كيف سأتحمل التمثيل بمنزلي!!
منزل طفولتي..كيف!

"ستسطيع.." همسة بصوت تلك القاسية عبرت إذني..
لكن تلك الهمسة كانت حانية ودافئة..وليست قاسية.
عبرت بجانبي وسلمت علىٰ  والدي وكأنه تعرفه منذُ زمن..
لكن..لما قالت ستسطيع؟ هل هي أيضاً سمعت ما قلته؟

بدأنا التصوير..
كنتُ في كل إستراحة أنظر لوالدي الذي يراقبني بفخر..
وأنظر لحنين التي لم تترك والدي أبداً، وبقيت تتحدث معه..
ووالدي كان سعيد بوجودها..بينما أنا بدأ الشك يسري بداخلي..

هل هي تلك الفتاة التي كانت تعتني بي بصغري؟
هل هي التي دائماً ما تظهر لي بحلمي؟
لكن..لماذا؟ وكيف! من هي هذهِ؟
كيف تعرفت علىٰ والدي ولما كل هذا الضحك معه؟
حسناً..أنا أبنه علىٰ أية حال فلما تعبس بوجهي وتضحك بوجهه!!

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن