١٨

344 20 7
                                    

توتر..قلق..إرتعاش وخوف..
كل هذهِ المشاعر تجمعت بجسد حبيبتي..
هي حقاً متوترة منذُ الصباح وكادت تنسى جلب القلادتين معها للمطار من فرط توترها..لكنني موجود، وقد جلبتها معي وأعطيتها إياه لأحصل علىٰ عناق قوي جراء تذكري..

حينها فقط تمنيت أن تنسى كل شيء وأقوم بتذكيرها أنا دائماً لأحصل علىٰ عناق كهذا دائماً..وربما أكثر..
نعم..عناق وقبلات ماذا فيها؟ لقد تمت خطبتنا ونحن ملك بعض الآن في الأرض والسماء.

أعلن المتكلم عبر السماعة في المطار إن الطائرة القادمة بها صديقة حنين قد وصلت ففرحت كثيراً وتوترها إزداد أكثر فأكثر..
سألتها بوسط زحمة الحاضرين :"ما أسم صديقتك علىٰ أية حال فأنا لم أعلم بأسمها بعد.."
صرخت بأسم " دنيااااا" وهي تركض وسط الحضور وتعانق فتاة ما وبدأ البكاء .

بقيا معانقتين بعضهما قرابة الـ ربع ساعة ولم يتفككا مطلقاً بل زاد عناقهما أكثر فأكثر..
وذهبت أنا لشراء قهوة بينما ينتهين من كل ذلك البكاء.
عدت وهما لا يزالين متعانقتين..ياالهي ماهذا الحب بدأت أغار!!

تركا بعضهما أخيراً وذهبنا جميعاً للمنزل..منزلها..
جلسا سوياً للخلف يتكلمن ويضحكن بينما أنا أبدو كسائق لهما..
قالت حنين فجأة :"اوه نسيت أن أعرفك علىٰ خطيبي، هارولد"
قالت دنيا بدهشة :"ماذا! أهذا هو خطيبك!! إنني حتى لم أنتبه له كيف أمكنك جعله يبدو كالسائق يا فتاة!!"
قلتُ مازح :"أليس كذلك! لما لا تلقنيها درساً يا عزيزتي!"

تقدمت دنيا قليلاً للأمام لتسلم علىّ ولكن عندما رأت وجهي صرخت عالياً :" ياالهي أأنت النجم المشهور هارولد وينتز أم إنني أحلم!!"
قلتُ ضحكاً :"نعم أنا هو بشحمي ولحمي.."
قامت بضرب حنين قائلةً :"لما لم تخبريني بإنكي ستتزوجين من هارولد وينتز يا فتاااة!!"
قالت حنين وهي تمسك يداها لتكف عن الضرب :"لقد أخبرتك بإنني خطبت لفتى إسمه هارولد ألم تقرأي جيداً! "

قالت بغضب طفيف :"لكن لم أظن للحظة بإنه سيكون هارولد وينتز!! ثمّ إنّ هنالك مئات الأشخاص يسمون هارولد!!"
قالت حنين بهدوء :"حسناً كفى..الآن علمتي أصمتي فقط.."

مر اليوم بسلام وكانت حنين تقضي معظم الوقت مع دنيا..أو لنقل طول الوقتِ هي معها حتى شعرت بالغيرة الشديدة.

قامت حنين بتقديم القلادة لها وأسعدها ذلك كثيراً.
قامتا الفتاتين بألباس كل واحدة للأخرى وكانتا سعيدتين حقاً.

قررت دنيا رسم حنين كهدية لها تماماً كما فعلت حنين معها.
قررت أنا الصعود للأعلى بغرفة حنين للراحة بينما تجلس دنيا في الأسفل وترسم حنين أمام الجميع..
طرقت فجأة باب الغرفة ودخلت حنين قائلةً :" ألا تريد رؤيتي وأنا أرسم؟"
قلتُ وأنا مغمض العينين :"لا.،فهذا سيزيد غيرتي وربما أحطم كل شيء قبل بدأ رسمك حتى!"

ضحكت حنين كثيراً فأبتسمت رغماً عني علىٰ الرغم من شدة غضبي وقتها.
تقدمت ناحيتي وهمست:"ولكنني أريدها أن ترسمنا سوياً لا وحدي..هيا إنهض!"
نظرت لها وقلت :"حقاً؟ " فأجابت بثقة :"بكل تأكيد هيا.."

نزلنا للأسفل وجلسنا سوياً لتبدأ دنيا برسمنا بكل خفة..
لم تنتهي النصف ساعة حتّى هتفت دنيا قائلةً :"أنتهييت!"
قلتُ بدهشة :"حقاً؟ " فأجابت بثقة :"بالطبع، ست سنين وأنا أتعلم الرسم الدقيق السريع وتقول لي حقاً! "

نهضنا جميعاً لنرى الرسمة عن قرب وكانت الدهشة..
وكأنها صورةً لنا وليست رسمة..لقد رسمتنا بشكلٍ جميل وأظهرت تفاصيل لم أنتبه لها يوماً.

مرت الأيام سريعاً، وقمنا بتحضير زفافنا..
أنا وحنين نمتلك أذواق غريبة لكن متشابهه..
فلم نقبل بإرتداء ملابس كباقي العرسان بزفافهم..
لهذا قامت حنين بإرتداء فستان بلون البحر والسماء الممزوج مع لون الطبيعة والجبال..
بينما أنا أرتديت بدلة بنفسجية وبها زخرفات كثيرة بلون البحر أيضاً.

لقد كنا أغرب العرسان لكن أجملهم..

" أحبك..يا عميق العينين وأشكرك لتغافلك عن عقم أبتسامتي.."
"أحبك يا قاسية القلب.."

🎉 لقد انتهيت من قراءة عقيم وعميق🍃 🎉
عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن