٩

160 11 4
                                    

تذكرت كيف كنتُ أعمل بصقل الحديد وأشكله أشكالاً متعددة..
كان والدي فخور بي رغم صناعتي الغريبة فقد كنتُ أشكل ما يحلو لي وليس ما كان والدي يطلب مني..
لكنني بعدها...

"هل أعجبك؟ " رأيتهل تتقدم ناحيتي ثمّ تكمل :"يمكنك أخذه "
قلتُ بدهشة :"هل أنتي من صنع كل هذا؟ "
قالت بإبتسامة :"أليست القطع جميلات؟" مسكت الخاتم قائلةً :"هذا قد صنعته اليوم..لا يزال لامع يال حظك..هيا خذه" مدته لي
نظرت بعيناها قائلاً بهدوء :"كل شيءٍ هنا يلمع وليس هو فقط..حتى عيناكي تلمع "

نظرت بحدة..فضحكت قائلاً :"عيناك بالأصل حادة فلا تجعليها حادة أكثر..ربما ستسبب بقتل شخصاً ما يوماً! "
قلبت عيناها وسارت لمكان ما في المحل ومعها الخاتم فقمت بتتبعها قائلاً :"ماذا؟ أغيرتي رأيك!؟"
قالت وهي تمسك قطعة قماش وتمسح الخاتم بخفة :" لا، لم أغيره، سأعطيك إياه لكن سأقوم بتلميعه قليلاً ليطغى علىٰ لمعان عيني وتوقف غزلك السخيف.."

رفعت حاجباي بدهشة..إنها حقاً قاسية علىّ، لكنني أحب هذا ولا أعلم لماذا!!
سرت بتلك الغرفة الصغيرة أتفرج عليها بينما هي تمسح خاتمي..
أتسائل كم ثمنه؟ أو كم ستعطيني إياه؟ فبالطبع سترفع سعره لأنه أنا من سيأخذه..

وبينما كنتُ أسير دعست علىٰ شيءٌ حاد، فتألمت رغم أرتدائي لحذاء ووقعت أرضاً.
سمعت أسم "هازا!" يخرج من ثغرها بقلق، ثمّ ركعت لترى قدمي..
بينما أنا أنظر لها بدهشة ،كيف علمت لقبي؟؟
قالت بقلق وهي تنزعني الحذاء :" يالك من مغفل، لما لا تنتبه حيثُ تسير؟!"

سألتها بدهشة :"ماذا ناديتني؟"
نظرت لعيني قائلةً :"ماذا؟" فقلت بدهشة :"لقد ناديتني ب هازا!"
ضحكت ثمّ قالت :"لا، لقد ناديتك ب أسمك، هارولد، يبدو بإن الوقعه أثرت علىٰ رأسك!" ثمّ نهضت قائلةً :"سأحضر علبة الإسعاف لا تتحرك! "
وكما قالت..لم أتحرك البتة، بل كنتُ أفكر بالأسم..

أقسم بإنني سمعت لقب طفولتي هازا!
لكن كيف تعرفه؟ من هذهِ الفتاة ياالهي!!
تظهر في أحلامي تارةً وتناديني بأسماء قديمة، وتقسو علىّ وكأنني صديقها الذي فعل لها شيئاً سيء..

جائت حاملة بعلبة صغيرة ثمّ ركعت ومسكت قدمي لتعقم الجرح..
قلتُ لها بهدوء :"لماذا تساعديني؟"
أجابت بهدوء أيضاً وهي تعقم جرحي :"ﻻ أعلم، ربما لأنني لطيفة وأنت تحتاج للعلاج! ما رأيك أنت؟"
قلتُ بلحظة شرود :"لأنك تعرفينني.."
نظرت لي ببرود قائلةً :"حقاً؟ أهذا رأيك؟" ثمّ أكملت عملها قائلةً :"يالك من عبقري.."

أستفقت من غبائي وقلت ببرود :"أتركيني..لا أحتاج لمساعدتك!"
رمت عليه القطنة قائلةً ببرود :"حسناً، إذاً قم بفعلها وحدك!"
رميت القطنة بعيداً عني قائلاً بغضب:" لا أريد..لستُ بحاجة للعلاج أساساً، سأعود للمنزل!"
قبل أن أنهض قالت لي وهي واقفة وتعطيني ظهرها :" لكنها ستلتهب هكذا! ومنذُ الآن أخبرك..لستُ مسؤولة عما سيحدث لقدمك!"

قلتُ بألم فقد نهضت وألمتني قدمي :" لا تقلقي، لن أحملك المسؤولية، أساساً لن يحدث لقدمي شيء!"
قالت ببرود :"ومن قال إنني قلقة؟"
ااه، يال هذهِ الفتاة القاسية!! لم أرى مثلها بحياتي كلها!

سرت بخفة كي لا أبدو كالمتألم أمامها وبداخلي أشتم تلك الألة التي دعست عليها!!
أوقفتني قائلةً :"ألن تأخذ الخاتم؟..لا تقلق إنه مجاني"
التفت لها سريعاً فتسببت بألم لقدمي..لكنها كانت وقحة حقاً ولا تعلم من أنا بعد..
قلتُ بغرور وغضب :"ماذا؟ مجاناً! وهل تعتقدين بإنني ليس لدي المال لشراء هذا الخاتم السخيف؟ أعلمي بإنني يمكنني شراء محلك بأكمله!"

قالت ببرود :"أشتريه إذاً، سأعطيك إياه بنصف السعر "
ضحكت بسخرية قائلاً :"كنتُ أمزح، لكن يبدو بإنكي فقيرة لدرجة إنكي تتلاعبين بالكلام وتقومين بجعلي أشتري محلك! لا، وبنصف السعر حتّى! "

ضحكت عالياً فأستطعت أن أرى أسنانها..
لم تكن مثالية، لقد كان لها أنياب كبيرة قليلاً، وهذا ما يميز إبتسامتها..
ياالهي..لا يوجد بها شيءٌ مثالي لكنها مميزة ومثالية بالنسبة لي..
سأفقد عقلي يوماً بسبب هذهِ الفتاة!

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن