٧

192 12 2
                                    

"سيد وينتز! سيد وينتز!..يا سيد!!" صوتاً أخرجني من تحديقي بها.
نظرت بغضب طفيف له قائلاً :"ماذا ماذا؟"
قال ببرود :" هيا..سنبدأ التصوير!"
ياله من وقح!! ماذا به هذا؟

توجهت ناحية السيد صالح الذي كان يقف بجانب حنين التي كانت تمسك بيده بخفه..
وكم تمنيت لو كنتُ مكان السيد صالح لتمسك بيدي بتلك الخفة الأنثوية أيضاً!
آه يا فتاة..ما اللعنة التي وضعتيها علىّ؟
لماذا أرغب بكي بشدة وأتمنى لو تكوني لي!!

ياالهي مالذي أهذي به أنا!!
ألتفت السيد صالح فجأة وأبتسم بوجهي، والتفتت حنين معه أيضاً لكنها لم تبتسم بل نظرت لي بحدة وثبات..
قال السيد صالح :"عزيزتي، هذا الممثل السيد هارولد وينتز..سيد وينتز، هذهِ أبنتي الكبرى حنين.."

أبتسمت بخفة ومددت يدي لها لأصافحها لكنها نظرت ليدي ثم لعيناي وقالت بجفاف :" تشرفت بك.."
دهشت من ردة فعلها فقبضت يدي ثمّ أعدتها لمكانها..
قلتُ بإبتسامة معوقة تقريباً :" وأنا أيضاً.."
أخذ السيد صالح بيدي وأدخلني للمقهى وأجلسني حيثُ الطاولة التي أختارها..

دخلت خلفه حنين وجائت نحونا قائلةً بغضب طفيف :" يا أبي..لما وضعته هنا؟ ألم يكن السرد واضحاً؟ لقد كتبت بإنه كان يجلس بجانب مكتبة صغيرة حيثُ يأخذ منها كتاب ويقرأ!..وليس يجلس بجانب النافذة ويتأمل الناس!"

ردّ عليها السيد صالح بإبتسامة :"حسناً، لا تغضبي يا كاتبتي العزيزة.." ثمّ أضاف كلامه لي :"تفضل سيد وينتز لتلك الطاولة، نعتذر للأزعاج.."
نهضت ثمّ جلست وقلت :"لا..لقد أعجبتني هذهِ الطاولة وأريد التصوير فيها وأنا أتأمل الناس.."
رفعت حنين حاجبها عالياً قائلةً :"ماذا تريد أن تتأمل في الناس؟ كيف يعيشون حياتهم برفاهيه ونعيم وأنت فقير؟ أم كم هم سعداء وهم أسرة متكاملة ويرون أطفالهم يلعبون حولهم بينما أنت وحيد ليس لك أب،أم،أخ ولا حتّى أطفال! ثمّ أنا الكاتبة وليس أنت!"

حدقت بها وبكلامها المنبثق سريعاً من شفتيها..
لقد كانت محقة فيما تقول..فأنا لا أملك عائلة فلما التأمل في الناس؟
التأمل لن يزيد إلا الحزن حزناً والشوق جرحاً كبيراً..

نهضت بصمت وحزن داخلي وجلست حيثُ قالت..
ولم أعرف نفسي وأنا أطيع كلام شخص من دون المجادلة أو حتى الرفض القاطع والفوز عليه..
هذهِ الفتاة تأثر علىّ كثيراً، وبدأت تشكل خطراً علىّ..

أخرجني المخرج من تفكيري وقام ببدأ التصوير، أخرجت كل شيءٍ حزين من رأسي لأحافظ علىٰ سمعتي كممثل يمثل الدور بطلاقة..
أخذت الكتاب المطلوب الذي تم وضعه للتصوير وفتحته لأقرأ فيه..
كان يخص الحب وهكذا أمور..فالقصة تدور أساساً عن قصة حب بين رجل غني يمثل الفقر وأمرأة فقيرة لا حول لها ولا قوة..

فتحت باب المقهى، ويجدر بي رفع رأسي لرؤية القادم، والتي يجب أن تكون البطلة..صحيح؟ فأنا قد قرأت السيناريو بسرعة..
وبالطبع، رأيتُ الممثلة إيفا مارك تدخل للمقهى بملابس بسيطة..

دهشت..

هل إيفا ستكون البطلة!!
واو، هذا رائع..كنتُ دائماً ما أريد أن أمثل معها فهي جميلة وأنيقة وأحب أعمالها حقاً..
وكنت دائماً مااريد أن اشعر بطعم شفتيها..

بقيت أحدق بها كما طلب مني..
تتبعت كل حركاتها بهدوء..لكنني شعرت بشخص يمرّ من خلال النافذة بسرعة..فنظرت بسرعة للنافذة ووجدت حنين تمر بخفة وسرعة للجهة الأخرى..
لكنني بقيت أحدق بها..وأتأملها..

"هارولد! هارولد! إلىٰ ما تنظر يا رجل؟!" سمعت السيد صالح يناديني فنظرت له..
ورأيت بإن الكل ينظر لي حتّى الممثلة إيفا! ولكنها كانت تضحك علىّ وقد شعرت بالخجل قليلاً..

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن