٨

182 13 2
                                    

إنتهينا من التصوير ولكن كان هنالك مشهد علينا تصويره في الليل..
فدخلت للباص الخاص بي وغيرت ثيابي..
لمحت حنين بمحل ما وكانت تنظر عبر النافذة بينما ترفع الهاتف لأذنها..

فقررت الذهاب لهذا المحل وإستكشافه..
وبالفعل نزلت من الباص وسرت ناحية المحل..
وبينما أنا أسير..رأيتُ ذلك المقعد الذي في الحلم..
أقسم بإنه نفسع..حتى ذلك العمود الذي يحمل ذلك الضوء الخافت..

عقدت حاجباي وأنا أنظر له لكن بعدها تركته وأكملت سيري حتى وصلت للمحل وبينما أريد فتح الباب سمعت حنين تقول بخفة :"كم هو أحمق ومغفل! هو للآن لم يعرف من أكون!! لا أصدق هذا المغرور المتعجرف.."

وقفت أسمع وأفكر..من هذا المغفل الذي تتكلم عنه؟؟
قمت بالمكوث مكاني وأنا أريد بشدة معرفة الشخص..
لكنها توقفت عن التحدث..وفجأة فتحت الباب وظهرت خلفه غاضبة وبملامحها الحادة قائلةً :" ألا تعلم بأن التنصت عيباً؟"
قلتُ ببرود أخفي به ما بداخلي :" نعم أعلم، لكن لا يهم، أبتعدي أريد الدخول.."

تقدمت خطوتين لكنها لم تبتعد شبر واحداً!
قالت بغضب :"ومن قال لك بإنني سأسمح لشخص مثلك بالدخول؟ "
سألت ببرود :"شخصاً مثلي؟ لماذا؟ ماذا بي؟"
عقدت ذراعيها قائلةً :" شخص متعجرف ومغرور.."

ربطت كلامها هذا بالشخص الذي كانت تتكلم عنه..
لقد نعتته بالمغرور والمتعجرف تماماً كما نعتتني أنا..
هل من كانت تتحدث عنه هو أنا؟
حقاً؟

أردت وضع يدي علىٰ كتفها لأبعدها رغماً عنها لكنها صفعت يدي بعيداً قبل أن المسها حتى وقالت بغضب:" لا تفكر حتى بهذا! أفهمت؟" ثمّ أغلقت الباب بوجهي..
ياالهي لما هي قاسية لهذا الحد معي؟؟
مالذي فعلته لها؟؟ بدأت أشك بإنني ذلك المتعجرف وإنها تنتقم مني لإنني لم أعرفها بعد!

لكن مستحيل فأنا لم أرى فتاة مثلها بحياتي كلها..
حتى الفتيات اللاتي خرجت معهن لم يكن يرتدين شيئاً!
ليس حرفياً، لكنهن كانن يرتدين نصف ثيابهن وحسب..
لكن هذهِ لا يظهر منها سوى وجهها ويداها..اللاتي ترتدي في اليسرى ساعة سوداء تحمل كالألماس بداخلها واليمنى ترتدي أساور غريبة..

عدا عن ذلك؟ فليرحمني الرب..

تنهدت بسببها ثمّ عدت أدراجي حيثُ سيارتي لأعود لمنزلي وأرتاح فهنالك مشهد ليلي وبالتأكيد سنتأخر..
وبالفعل عدت للمنزل ونمت حتّى المساء لتوقظني ميشيل وأعود للمقهى ليلاً لتكملة المشهد الثاني..

نزلت من السيارة وذهبت للباص لتغيير ملابسي..
وعندما نظرت من النافذة وجدت المحل مضيء وهنالك حنين تتحرك فيه..
لقد أصابني الفضول حقاً لمعرفة ماذا تفعل وما هو هذا المحل..

لحظة!!
كم أنا مغفل، لما لم أنظر من النافذة وأرى ماذا يوجد؟!
اااه أنا حقاً غبي..من هنا لا يظهر شيءٍ لكنني سأراه كما رأيتُ وجهها قبلاً.
نزلت من الباص وذهبت حيثُ السيد صالح وبدأنا العمل..
وفيما نحنُ نعمل دخلت حنين ووقفت بجانب والدها تنظر لنا ونحن نتكلم..
أنا وإيفا..فقد التقينا وها نحنُ نتكلم..
بقيت أخطف نظرات لها..أحياناً أراها تنظر بحدة وأحياناً أراها تبتسم لي..

لأول مرة آراها تبتسم لي..
أوقفت المشهد وجائت نحونا ثمّ قالت لي بهدوء :"عليك النظر لعيني السيدة إيفا وليس لمكان آخر يا سيد..هل فهمت؟"
خجلت قليلاً لأنها علمت بإنني كنتُ أنظر لها..

ياالهي أصبحتُ أخجل كثيراً، وأنا الذي كنتُ أسخر من الفتيان الذين يخجلون..
أكملنا المشهد أخيراً، ثمّ رأيتها تذهب فتبعتها للخارج لأراها تذهب ناحية المحل ذاك..

غيرت ملابسي سريعاً وذهبت للمحل ودخلت بسرعة قبل أن تأتي وتطردني..
دهشت من جمال المكان رغم بساطته وصغره..
لقد كان مليئاً بالساعات اللامعة والقلائد الغريبة الأشكال والخواتم وغيرها..وكأنها ألماس خالص..

كان رائعاً بل مدهش وفخم ويلمع كثيراً.
لقد أدهشني حقاً، سرت ناحية خاتم رجالي لونه أصفر ويلمع بخفة ،لقد أعجبني تصميمه حقاً.

عقيم وعميق🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن