التفت عماد نحو سمية .. وعلامات الغضب بدأت تظهر على وجهه .. فلم يسبق له أن رآه أحد من ضحاياه .. رمى بالطفلة جانبآ .. وأمسكها من عنقها بشدة .. قائلا ببرود مميت :
عذرآ .. لقد كتبتي نهايتكي بيداكي ..وانطلقت رصاصة .. أخذت طريقها نحو قلب سمية ، لتسقط مضرجة بدمائها ..
كانت كرستينا تتابع المشهد بملامح جامدة ، مصدومة ، خالية من الحياة .. اقتربت نحو والدتها التي تسبح بدمائها ..
أنهى عماد ترتيب الأوراق وهم بالخروج ، لولا صوت الصغيرة ..
مسحت كرستينا وجه والدتها .. ووضعت دبدوبها جانبآ .. وأمسكت بيدها بكلتا يديها الصغيرتين .. وأكملت بدموع متحجرة أبت النزول :
أمي .. حبيبتي ،، لا تمزحي معي . أنا أعرف أنك لن تتركيني ، لقد وعدتيني .. أبي تركني وأنا صغيرة ، وأنتي لن تتركيني صحيح ، أنتي تمثلين الموت حتى أخاف .. ولكنني خائفة جدا ، أنا أحبك ، سأطيعك دومآ ، سأنظف غرفتي دوما ، لن أطلب منك طبخ المعكرونة ، لن أجعلك تتعبين أبدا ، سأقوم بكافة الأعمال .. لن أسبح في البحر فأنتي تخافين علي كثيرا .. دائما كنتي تصرخين علي .. أمي . هيا ردي عليا .. أمي .. أمي .. افتحي عيناكي أرجوكي ....
أحس عماد بشعور غريب وهو يستمع لكلامها ، لكن ليس الندم ، فهو لم يندم على قتل أحد من قبل ، ولكن هذه الصغيرة لمست قلبه .. لا لا .. يبدو أنه متعب قليلا ..
هم بالخروج ولكن أوقفه صوت نداء الصغيرة ..
التفت إليها .. كانت تنظر له بعيون خالية من الحياة .. عيون صغيرة زرقاء قد اشتدت ظلامآ .. تسبح فيها الكراهية والحقد .. تحمل دبدوبها الذي امتلأ من دماء أمها .. التقت أعينها بأعينه .. وقالت :
يومآ ما سأنتقم منك أيها الوحش .. أعدك بذلك ..
ضحك عماد ضحكة ساخرة على هذه الصغيرة .. فأقبل نحوها وربت على شعرها قائلا : وأنا سأنتظرك يا صغيرتي الجميلة ..
وخرج ومازال يقهقه من شجاعتها ..
وصل عماد إلى الاجتماع وسلم الأوراق إلى الزعيم .. فأومأ بابتسامة راضية .. ولكنه قال : لم تأخرت ياعماد ، ظننت أنك ستستغرق أقل من ساعة .. ولكنك تعديت الساعة والنصف ، ما الذي حدث ؟!
أجاب عماد : لم أتوقع أن تكشف المرأة وجهي .. ولگني تدبرت الأمر ..
الزعيم : وماذا عن الصغيرة ؟!
عماد : إنها صغيرة ولن تتذكر شيء ..
الزعيم : آمل ذلك .. تصبحون على خير ..
نهض الزعيم مغادرآ .. وكل منهم إلى بيته ..سار وائل بجانب عماد قائلا : كم أخذت من المجوهرات والأموال ؟!
عماد : لا شيء ..
وائل متفاجأآ : ماذا ؟؟ لماذا ؟؟
عماد : لا أظنني أحتاجها حاليا ..
أومأ وائل باستغراب .. ثم مشوا نحو شقتهم المشتركة وخلدوا إلى النوم ..بعد أن حضرت الشرطة والاسعاف .. تم نقل جثمان الأم وبدأت التحريات ..
وأتى خال كرستينا وضمها باكيا .. وأقاموا العزاء .. ومازالت كرستينا جامدة لا تبدي أي ردة فعل ..استأذن الضابط من خالها حتى يسألها ، لعله يجد أي مفتاح لحل الجريمة والوصول للقاتل ..
الضابط : مرحبا ياصغيرة .. أنا الرائد صلاح .. كيف حالك ..
رمقته كرستينا بنظرة غير مبالية .. فأكمل قائلا : هل رأيتي القاتل ؟!لمعت عينا كرستينا .. فتذكرت ذاك الضخم ذو العيون الخضراء والبشرة السمراء .. لقد حفرت ملامحه بعقلها الصغير ، بل بقلبها الكسير .. فهو قاتل أمها .. لو وددت لأخرجته من بين مليون شخص .. عادت للواقع على صوت الضابط قائلا : هل تذكرتي شيء ؟ ..
كرستينا : لا ، لم أره ، فقد كان يرتدي قناع ..أومأ الضابط بخيبة أمل ، وغادر وهو يفكر بالجريمة فحتمآ سينتهي بها المطاف ضد مجهول ..
أنت تقرأ
صراع الحب والانتقام
Romanceفتاة صغيرة شهدت ذكرى سيئة .. كبرت وفي قلبها الأبيض جزء أسود يسعى للانتقام .. التقت بغريمها بعد زمن .. ماذا سيحدث ؟ وكيف ستنتقم ؟! وهل للقدر لعبة أخرى سيلعبها بينهما ؟!! تابعوا لتعرفوا .. 😊