الحقيقة ..

6.6K 194 1
                                    

فتح عماد المغلف .. كانت الصدمة !!

توقع أن تكون هدية أو شيئآ من هذا القبيل .. ولكنه فوجئ بدب أبيض صغير .. ليس هذا هو المهم .. بل الأدهى أنه ملطخ بالدماء .. دماء يبدو عليها القدم !!

عماد بتوتر : ماهذا ؟؟
أغمضت كرستينا عيناها بقوة وأردفت : هذا هو جوابي ..
نظر عماد نحوها بتساؤل وحبيبات العرق بدأت تلمع على جبينه ..

اقتربت كرستينا منه قائلة بهمس مخيف : هذا دبدوبي المفضل .. اووه نعم . كان المفضل قبل أن يتلطخ بالدماء .. أتعرف دماء من ؟ إنها دماء والدتي العزيزة .. دماء أغلى شخص في حياتي .. أتعرف لماذا .. لأن هناك وحش بلا قلب قتلها بلا رحمة .. سلب مني طفولتي وأجمل أيامي .. سلب مني أدفأ حضن وأنا لازلت في سن العاشرة .. سرق مني ليالي حياتي التي كنت أقضيها وحيدة خائفة بلا حضن أو دفء .. غادر أبي باكرآ وأنت ألحقت أمي به .. لقد قتلتها أمام عيناي .. لازالت صرخاتها وتوسلاتها تصدح في عقلي .. لقد فكرت كثيرآ حاولت الوصول إليك ولم أستطع .. لكن القدر كان في صفي .. جمعني فيك صدفة .. الصدفة خير من ألف ميعاد .. جمعني بقاتل أمي .. أنا لست وحشآ حتى أقتلك وآخذ بثأر أمي .. يكفي أنني أحرقت قلبك .. أنت أحببتني .. ولكنني كرهتك حد الموت .. كرهتك منذ أكثر من عشر سنوات .. وزاد كرهي لك بشدة .. اووه صحيح .. أنا مستقيلة لأنني لا أود رؤيتك أبدآ ياقاتل والدتي .. !!

غادرت كرستينا دون أن تلتفت ورائها .. أسرعت بالخروج . فدموعها خانتها .. كانت تبكي لأن قلبها يؤلمها .. لقد كذبت في آخر كلماتها .. هي لم تكرهه .. لن تستطيع أن تكرهه .. لأنها ببساطة .. وقعت في حبه   .!!

كان عماد لازال فاتحا فمه ببلاهة .. يظن أنه في حلم .. هل يعقل هذا .. هل الدنيا غادرة لهذا الحد .. هل جعلت في قلبه من قتل والدتها .. لماذا لماذا !!
صرخها عماد وتهاوى على الأرض ودموعه تغطي وجهه .. كان يعلم أنها محقة .. كان يعلم أنه لن يأخذ سوى نتيجة أخطائه .. ولگنه اعتزل القتل حقآ .. اعتزله بعد أن قتل والدتها .. كانت آخر ضحاياه .. تلك الطفلة من دعته للاعتزال .. لم تتركه يهنأ بنومه وهي تهدده بالانتقام .. ويبدو أن الأحلام تتحقق .. فها هي حبيبته الوحيدة تكرهه وتتركه بقلب محترق يلاقي نتيجة أعماله ... !!

خرجت كرستينا والدموع تغطي وجنتاها .. لم تدر بنفسها إلا وأحدهم حاوط خصرها بعنف .. وألصق ورقة مشبعة بالمخدر على فمها .. لتغط في نوم عميق ..

غادر عماد المطعم وهو يجر أذياله .. كان قلبه محطمآ بالكامل .. قاد سيارته نحو البيت .. سيغادر هذه المدينة بأكملها .. لن يبقى في مكان فيه رائحة حبيبته التي تكرهه حد الموت .. سيختفي عن الوجود ..

في جهة أخرى ..

فتحت كرستينا عيناها ببطء .. تحاول تذكر مايحدث .. تفاجأت بوجود رجل يجلس على كرسي ، يضع قدمآ فوق الأخرى .. وجهه مختفي في الظلام ولكن دخان سيجارته ظاهر للعيان ..

كرستينا بضعف : أين أنا ؟
قام الزعيم واقترب منها كثيرآ .. أمسك ذقنها بيده واقترب من شفتاها قائلآ : يبدو أن عماد على حق .. فمثلكي يصح الانشغال به كثيرآ .. !!
أبعدت كرستينا وجهها بعنف .. وهي تفكر فيما قاله لها : مادخل عماد بالأمر .. وأين هي .. وماذا يريد هذا الأحمق منها ..؟!

قاربت الساعة على الثالثة فجرآ .. كانت سارة مازالت مستيقظة .. لا تدري ماذا تفعل .. كادت تموت قلقآ على كرستينا .. لم تجد بدآ سوى أن تهاتف وائل ..

وائل بنعاس : ماذا هناك ياسارة .. ماذا يحدث ؟
سارة : آسفة لإيقاظك .. ولكنني قلقة جدآ على كرستينا فهي لم ترجع حتى الآن ..
وائل : وأين هي ؟؟
سارة : لقد خرجت منذ الغروب مع مديرها عماد ..
وائل : حسنآ أغلقي وسوف أحادثه ..

كان عماد مستلقي على السرير .. ينظر نحو السقف بملامح جامدة .. يفكر في كل شيء .. رن هاتفه عدة رنات متتالية ، ولگنه لم يجب .. زادت الرنات بعناد شديد .. نظر نحو الهاتف بملل .. ثم أجاب ..
عماد : ماذا هناك ياوائل ..؟
وائل : ماهذا يا عماد .. أكان يجب أن أكمل مئة رنة حتى ترد ؟!
عماد بضيق : ماذا تريد ؟
وائل : أين كرستينا ؟!!
صدح هذا الاسم في قلب عماد قبل عقله .. نهض بحدة : ماذا تقصد .. إنها ليست معي !!
وائل : كيف ذلك ؟! لقد قالت سارة أنها معك !!
عماد بصراخ : قلت لك لقد غادرت باكرآ .. حسنا سأتصرف ..

جلس عماد ورأسه يكاد ينفجر .. أين هي .. ماذا يحدث ..
قطع تفكيره صوت وصول رسالة على هاتفه .. فتحها عماد بسرعة ثم توسعت عيناه وقذف الهاتف نحو الحائط .. وأخذ سيارته ليقودها بسرعة البرق ..

صراع الحب والانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن