النهاية ..

9K 274 25
                                    

فتحت كرستينا عيناها ببطء .. وجدت نفسها على سرير أبيض .. وتلك الأنابيب موصلة بيدها .. لفت رأسها بثقل .. وجدت سارة تشد على يدها والدموع في عيناها  ..
سارة : حمدا لله على سلامتك ياعزيزتي ..
كرستينا : أين أنا !!
سارة : لا تقلقي أنتي في المشفى .. لقد وجدك وائل غائبة عن الوعي ..
صمتت كرستينا لوهلة وهي تتذكر مايحدث .. فجأة صرخت صرخة مدوية .. عمااااااد ..
دخل وائل اثر صرختها .. التفتت نحوه كرستينا والدموع تغطي عيناها .. ثم أخرجت حروفها بصعوبة : أين عماد .. أرجوكم أخبروني ؟؟
طأطأ وائل رأسه بحزن والدموع تطل من عيناه ..

خناجر سامة دخلت قلبها .. أحست أن روحها تسحب منها .. قامت من السرير ببطء .. وهي تتوجه نحوهم بملامح خالية من الحياة .. أمسكت وائل من قميصه بشدة : أين عماد .. لم يمت أليس كذلك .. لم يتركني وحدي ..

وائل : ماذا تقولين .. إنه في الغرفة المجاورة .. لقد تعدى مرحلة الخطر ولكنه فاقد لوعيه .. وقال الطبيب أنه ....
لم يكمل وائل جملته .. فقد خرجت كرستينا مسرعة نحو غرفته ..

وضعت يدها على صدرها بقوة لعل قلبها يهدأ .. فتحت الباب بهدوء .. بدأت الدموع بالهطول .. فقد كان ملفوفآ بشاش أبيض على صدره ورأسه .. والأنابيب متصلة بجسمه بالكامل .. وجهه شاحب جدآ كالأموات  ..

اقتربت كرستينا منه .. مسحت على وجهه بيداها الصغيرتين .. اقتربت من أذنه قائلة : عماد .. هيا قم .. أنا أحتاجك بجانبي .. أريدك زوجآ لي .. هيا عماد .. أرجوك تماسك .. من أجلي أنا ..
ولكنه لم يتحرك .. أسندت كرستينا وجهها على وجهه .. وقبلته من خده قبلة طويلة .. كانت تعلم أنه يعاني طوال الوقت .. لم تكن تعلم أن والده بهذا السوء .. لقد عاش طفولة سيئة بحق ..

كادت أن تخرج لولآ يده التي أمسكت بيدها بإحكام .. التفتت كرستينا سريعآ وأمسكت بيده بكلتا يديها .. وقالت بسعادة : عماد لقد استيقظت ..
قربها عماد منه .. ثم همس في أذنها : أحبك صغيرتي ..
ابتسمت كرستينا بسعادة .. ورددت بحب : وأنا أيضآ ..

اقتربت لتقبله من خده .. ولكنه أدار رأسه ليأخذ تلك الشفاه الكرزية بين شفتيه بشدة .. نعم فهي دائه ودوائه .. لقد تاب عن كل شي ليفوز بها وبقلبها ..

في جهة أخرى ...

كان يجلس على كرسيه والغضب يتآكله .. سحقآ لم يمت .. نفث دخانه بشدة ونظر نحو الباب ليجد رجلآ يدخل : سيدي حان وقت الذهاب ..

ركب الزعيم سيارته السوداء .. وخلفه سيارة مليئة بالحرس .. متوجهها نحو وجهته .. ولكن ما لبث أن سمع عدة أصوات خارجآ .. توشح مسدسه وهو ينظر بقلق .. هدأ الصوت وتوقفت السيارة .. نادى الزعيم على حرسه .. لا إجابة ..
خرج من السيارة ليجد الجميع قتلى ودمائهم تغطي المكان .. كاد أن يلتفت لولا تراشق الرصاص نحوه كالمطر .. مزقت جسده بعنف .. ليسقط غارقآ بدمائه القذرة ..

حمله بعض الرجال وألقوه من التل .. أردف قائدهم : لقد تخلصنا منه أخيرآ ..

أحيانا نظلم كثيرآ .. ونظن أن الدنيا لن تدور علينا .. ولكن للظلم نهاية محتومة .. نهاية مخزية كأفعال أصحابها .. !!

                                                   تمت بحمد الله

🎉 لقد انتهيت من قراءة صراع الحب والانتقام 🎉
صراع الحب والانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن