بدء المهمة ..

9.5K 245 3
                                    

تسلل عماد حول البيت بخفة ، تناقض جسده الضخم .. دخل من الشرفة الخارجية ، بعد أن فتحها بالمفتاح الخاص .. جال بنظره في أنحاء البيت وتسلل إلى الطابق العلوي ، حسب التعليمات ، فالغرفة المقصودة تقع في الطابق العلوي .. وجد عماد الغرفة ، فهي أكبرها وأقربها إلى الحمام .. فتح الباب بهدوء ، وتسلل حول السرير ، ألقى نظرة عابرة على هذه السيدة النائمة ، يبدو وجهها شاحب كمن أثقلتها هموم الحياة ، يبدو لوفاة زوجها الأثر الأكبر عليها .. أعاد نظره نحو الخزائن  ، فتح الخزانة الأولى بحذر ، وجد العديد من الثياب الفاخرة ، أغلقها وفتح الثانية ، وجد العديد من المجوهرات ولكنه ليست هدفه حاليآ .. وجد خزنة صغيرة تختفي خلف لوحة كبيرة .. ابتسم بسخرية ، فالأغنياء يفضلون نفس المكان ..

أزاح اللوحة وكاد يدير المفتاح ، لولا أنه أحس بتململ السيدة في فراشها ،، ظل ساكنآ مكانه وأكمل عمله .. فتح الخزنة ووجد العديد من الأوراق كاد أن يبدأ بالبحث لولا صرخات من النائمة التي استيقظت وبدأت بالصراخ : من أنت ، أنقذونا ، ماذا تريد .. النجدة !!!

أسرع عماد مقفلآ فمها بيده وأمسك يدايها بيده الأخرى ، لقد سجنها بين ذراعيه .. بدأت سمية تبكي بصمت ، وعيونها ترجوه أن يتركها ، ولگنه لم يفعل .. حاولت التملص من يديه بلا جدوى ..
ولكن ما شل جسدها وأوقفه عن حركته .. هوا تلك الصغيرة التي تقف عند الباب .. مازالت تفرك عيناها من آثار النوم ، وبيدها الأخرى دبدوبها الأبيض المفضل .. لم تكن الرؤية لديها واضحة بعد .. قالت بصوت ناعس : أمي هل تصرخين أم أنا أحلم ، أو هو كابوس ؟!

زادت دموع أمها بغزارة وهي ترى عيون هذا الوحش الملثم ، انتقلت إلى صغيرتها ، تلك الفتاة التي لديها من الدنيا ، نظرت له بعيون راجية وممتلئة بالدموع .. وكأنه فهم استنجادها .. ولكنه فعل العكس !!!

اقترب من الصغيرة التي استوعبت مايحدث .. وكانت عيناها مفتوحة على وسعهما ، تحت ضوء المصباح الخافت .. كانت تنظر إلى هذا الوحش الذي أبكى والدتها بعيون متفاجئة ولگنها ورثت شجاعتها عن والدها .. صرخت قائلة : أيها الوحش ابتعد عن أمي .. وركضت نحوه وبدأت تركله في قدمه وعيونها امتلئت بالدموع .. صرخت سمية بها أن تهرب ، ولكنها لم تتركها ..

بل صرخت : سأنقذك يا أمي ، أنا أحبك جدا .. ومازالت تركله بقدمه .. نظر إليها عماد وابتسم بسخرية .. وجال بنظره نحو الأم التي شل جسدها عن الحركة .. حمل كرستينا وهي مازالت تركله وتصرخ .. وأمر سمية أن تخرج الأوراق المطلوبة مقابل حياة الصغيرة ..

هرعت سمية وهي تصطدم بالخزانة وعيونها قد امتلئت بالدموع وأخرجت الأوراق بسرعة البرق .. فكل مايهمها هو حياة صغيرتها ..

أخذ عماد الأوراق ونظر إلى الأم المسكينة التي تنتظر ابنتها .. أكمل بسخرية :
سآخذ الفتاة حتى أخرج من البيت  وستكوني عاقلة ولن تصرخي أو تستنجدي بأحد .. وسأتركها عند الباب الخارجي ..

ولكن سمية لم تلتمس الصدق في عيونه .. فما إن أعطاها ظهره خارجا ، حتى انقضت عليه كالأسد المفترس ، وهي تغرز أظافرها في ظهره وتركله .. ولسوء حظها .. فقد قامت بنزع القناع الأسود عن وجهه !!!

صراع الحب والانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن