-ضَياعُ آيدِنايَا-

80 20 18
                                    


-هي فتاة صامتة هادئة دائمًا مبتسمة، يراها الناس كناموذج للشخص الضعيف الذي يثير الشفقة وانا اراها امرأة يسكنها عالمًا من المشاعر التي لا يباح بها .

اسمعها تصرخ بداخلها احيانا  " يا ناس، الهدوء هو عالمٌ من الفوضى" ،تلك الفتاة غادرت حياتي واخذت معها جميع مسببات الحياة ،احيانًا اود ان اصرخ بها حتى يرد الصدى مرتين والثالثة فيثبت صوتي في داخلها الفارغ"اشتاقك يا انا ... اشتاقك مع ابتسامة امل"

ذات الابتسامة ام تمثيل!؟
ها هو المٌ خلفها .
اين انا !؟
عودي الي ... لقد ارهقني العدو نحوك ولهثت حتى جف كل داخلي ، وها انا اجلس على الارض الباردة لكن جسدي اشد برودة منها ،فمن يا ترى يدفئ الآخر هل انا ادفئ الأرض ام الأرض تدفئني .

-آيدنايا ! شاعرة و حياتها قصيدة ... لكنها شاعرة عمياء
تنظم ابيات عمرها في اماكنٍ مبعثرة فتتبعثر ابيات القصيدة بغير اماكنها وتتبعثر معها حياتها .
فينقضي العمر والقصيدة اكتملت ... ولا زالت الأبيات لم تُعَدَل بعد.

تعرفت آيدنايا على شخص جديد بعد انهاء المدرسة وخلال عملها ، اسمه كان يرجف له قلبها الصغير "رقيب" حب وجرح جديد بيت من القصيدة اتى بلا قافية فجعل القصيدة تتلف والشاعرة محتارة، اتكمل ام تعتزل !؟

كانت تلك الفترة من اصعب فترات حياتي تمت خطبتي للشخص الذي احبه لكن هناك شيء ما ينقص هذه الرواية
اهي مشاعره ! ام ثقتي .
كان لقائنا محتوم ومن كان ليعلم اني بعد ان تخطيت حبي الاول ساخترق حبًا آخر أعظمه المًا لكن لا يتخطاه عشقًا.

اردته ان يكون الاول و الاخير اجل لقد كان رقيب اول شاب اسمح له بالاقتراب من جدراني، طبعًا بنطاق المعقول فحبي الاول كان اعظم لكن كان كما لو انه من طرف واحد ... ام كان فعلًا كذلك لا اعلم حتى الآن.

الحب الثاني ... رقيب اجد صعوبةً حتى بنطق اسمه لعمق الجرح الذي تركه خلفه ، لقد عشت له وبه ولاجله
فوضعني جانبًا كانني زهرة مهملة على احدى الرفوف الخشبية ، امثالك لا يليق بهم الحبُ ولا الورد ُ ولا العطرُ.

اشكرك! ...
اشكرك على ايقاعٍ  قوي تركته داخل عالمي ،وذهبت بدونه ، ويسعدني انك تعيش حياة مملة بلا ايقاعي ، فأنا لا أُطربُ إلا كبار فناني الحب ، وانت كنت ادناهم فنًا.

شكرًا لصمتك .
واسفي على كلامي الكثير ... صمتك كان المًا وكلامي كان المًا ، كلانا تالم .
فالمك كان لادراكك انك لا تستحق حبي، والمي كان حبي لك على الرغم من ادراكي لالمك. حتى آلامنا كانت مختلفة، اردتك مستقبلي لكنك من بقايا الماضي.

 ايدنايا تألمت وضاعت بين الامها وكانت هذه العلاقة من اكبر منحدرات حياتها  .
فهذا الشخص تعدى حق الملكية وسلبها حياتها وكل ما تملك من مشاعر الحب والطيبة ،سلبها ضحكتها وروح ضحكتها وانتزع ابتسامتها، فتشردت هي وارتقى هو بكل أملاكها .
فمهما تظاهرت بالقوة ستأتي اللحظة التي تنهار بها فهي مجرد انسان ...

-بعد ان مر تسعة اشهر على تعارف آيدنايا ورقيب تم تعيين الخطوبة . لكن وبالطبع بطلتنا اقوى من ان تستمر بعلاقة لا تجد لها لوحة او إطار صورة للمستقبل.
لذا حاولت وبشدة ان تغلب مشاعرها و تحافظ على كبريائها وتركت رقيب بعد الخطبة بأيام قلائل .

-في يوم الخطبة-

كان يومًا حار جدًا ذهبت الى مصففة الشعر لتجعل من ملامحي الجميلة اكثر حده وتصنع من شعري الحريري شيء من الزينة ، كرهت طريقتها بإخفاء بشرتي البيضاء تحت مساحيقها.
لكن لم اكن مهتمة لتلك الدرجه كيف سأبدو وكيف سيراني
فأنا في باطن حاستي السادسة شعرت انه لقائنا الاخير... ولاول مرة صدقت حاستي.
بعد انتهاء الخطبة توجهت العائلتان الى احدى المطاعم لإنهاء الاحتفال هناك فقد كان يوم منهك واستحقت العروس بعض الطعام والراحة، لكنها لم تنل ما استحقته.

- على غير عادة كان يطعمها بكلتا يديه في تلك الليلة ،وعند وصول اللقمة الى فمها نظرت الى عينيه شاردة الذهن ومرت بضع لحظات فسألها "ما بكِ"
وكالعادة كانت اجابتها "لا شيء" فالكتوم كتوم.
ولكن في تلك اللحظات القليلة شعرت بانها لحظاتها الاخيرة برفقته،شعرت كما لو ان قلبها سقط من صدرها وانها لم تعد لديها رغبة للاكل،ضعف كلاً من جسدها و ذهنها ، وبعد اسبوع ... كتب لهما الفراق .

رقيب كما لو انه لم يعد موجود بعد تلك الليلة انقطعت اتصالاته عن آيدنايا ولم يجب على اتصالاتها بعد خطوبتهما ابدًا ، مر يوم يومان وثلاثة وهي تعرف عنه القليل عن طريق عائلته ، ولم يدرك احد انه تركها دون ان يتركها.
ما اقصده هو بعد تلك الليلة أصبحت آيدنايا خطيبته رسميًا اي لم يعد هناك ما يبعدها عنه مهما فعل ومهما آذاها ، لكنه كان مخطأ عندما ظن انها تخشى فراقه .

بعد اسبوع  منذ يوم الخطبة اتذكر انني دخلت الى غرفتي ، اتصلت به للمرة الثالثة ! لم يجب.
فاكتفيت وانهيت الموضوع برسالة... ابتسمت وكاني كنت مثقلةً بحبي له وأثناء بكائي انعكست صورةً له في دموعي ، لم تتالم روحي في تلك الليلة لكني بكيت ،اجل كانت تلك دموع الراحة،لانني لم ارد ان يكون حبي عبئٌ على احد ،كبريائي لم يسمح لي بذلك.

اذكر ايضًا انني في يوم الخطبة انتهى بي الأمر وحيدة بليلة رغم حرها شعرت بالبرد فوالداي كانا متعبين بعد عودتنا للمنزل ،واخوتي واخواتي ذهبوا لحفلة ما ، اما انا دخلت الغرفة وراسلت رقيب متمنية له ليلة سعيدة ولا اذكر انني تلقيت اي رد، وبدأت اسدل شعري واخلع فستاني واسدله برفق مع كئابة الشعور بالوحدة رغم وجودهم ، اردت ان اخبرهم بما شعرت به في تلك اللحظة لكنهم منشغلين بأنفسهم ... وحدث ما حدث بعد مرور اسبوع من الألم والصراع.

-رفعت ايدنايا راية الانتصار
فهي سأمت من تمثيله وكرهت مسرحيته
وهو تأكد من وعيها على كذباته.

في أحضان ذلك المساء اخبرت نفسي انه لا باس ان بكيت هذه الليلة فغدًا ساعود لنفس لأكون انا.

فهل ساجد نفسي باقيةً غدًا !؟
ام انه مجرد امل!

_____________________

<-·'¯'·. . نهاية الفصل . .·'¯'·->

لا تنسوا رايكم مهم جدًا!
لا تتردوا بتعليقاتكم
ولا تنسوا التصويت.والدعم
شكرًا اعزائي.

  خارج نطاق الرؤيه  -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن