البارت الخامس والثلاثين

3.5K 70 0
                                    


بعد نصف ساعة وجدت رهف هاتفها يرن لتتلقي اتصالا يكفهر وجهها منه وتغلق الهاتف غاضبة
وهي تلعن المتصل وتلهث بعنف شديد من ذلك المزاح السيئ.. ثم ينقبض قلبها وتشعر
بإن احدهم قد إعتصره بقوة وعيناها زائغة تلمع بدموع وقد جف حلقها بشدة وتسرع
الي هاتفها وتتصل بآمر ولكنه لا يرد وتظل تهاتفه عده مرات وهي تتحرك بعصبية
وجسدها يرتعش كليا ثم تتصل مرة اخري..

رهف بنبرة ملهوفة سريعة: آمر انت مكنتش بترد عليا ليه انت ف...
ليقطع حديثها صوت عمر وهو يكمل بنبرة متوترة مهتزة: انا مش آمر يارهف..

لتتسع عينا رهف بشدة وهي تبتلع ريقها بصعوبة وتكمل بنبرة
متوجسة بحذر متحفز: عمر.. انت بترد علي تليفون آمر ليه.. هو فيه..

عمر وهو يتحدث بنبرة خافته قلقة: آمر عمل حادثة وإحنا في المستشفي دلوقتي..

لتتسمر رهف وقد سقط منها الهاتف تنظر الي الفراغ بأعين متسعة
بذهول غير مصدقة وكأن اطرافها قد شلت ولم تعد تتحرك حتي ان انفاسها
قد توقفت وكأن الدنيا توقفت عن الدوران وحياتها قد إنتهت.. ثم ترمش عيناها
وقد ثقل جفناها من تلك الدموع التي تجمعت وبدأت بالبكاء وهي ترتعش كليا
ثم تنحني وتمسك بهاتفها سريعا لتستمع لصوت..

عمر متسائلا بقلق: رهف انتي معايا..

رهف مقاطعة بنبرة باكية ملهوفة: عمر انت بتقول ايه.. قولي انك بتهزر
فين آمر.. خرجت نبرتها الاخيرة علي هيئة صراخ وهي تبكي بشدة..

عمر مهدئا: اهدي يارهف.. هو كويس والله احنا..
رهف مقاطعا بعصبية ونفاذ صبر بلهجة آمرة: انتوا في انهي مستشفي..

عمر وهو يتنهد بقلة حيلة: احنا في مستشفي(........).. انا.. ليجد الهاتف قد اغلق سريعا..

ليرتفع حاجبيه بدهشة ثم يمط شفتيه بلا مبالاة ويسرع للإتصال بأروي ليخبرها
بالحادث بطريقة متريثة حتي لا يفزعها او يفزع مريم لتسرع اروي وتخبر والدتها
التي انتابها الزعر واسرعت لإرتداء ملابسها سريعا.. وهبطت الي الاسفل لتجد
رهف قد ارتدت ملابسها كما اتفق بعدم اهتمام وتركض مهرولة علي الدرج حتي
كادت تتعثر لولا تماسكها وعيناها حمراوان من البكاء وتسرع بإتجاه مريم واروي..

رهف وهي تشهق ببكاء ونبرة مختنقة بتعلثم: آآآ.. آمر.. في المستشفي..
مريم وهي تتنحنح محاولة الهدوء وبنبرة متزنة: اهدي يارهف هو كويس عمر..

رهف باكية مقاطعة بنبرة حادة: بيكدب انا عارفة.. هما قالولي انهم هيموتوه..
لتقرن مريم حاجبيها بإنتباه متسائلة بريبة: مين يارهف اللي هيموت مين.. انتي بتقولي ايه..

لتغمض رهف عيناها وترجع رأسها للخلف تبكي بصوت عالي معذب
وقد تذكرت المكالمة الهاتفية حيث اتصل أحدهم بها يبلغها ان زوجها
قد اصيب بحادث وانهم قاموا بتدبير الحادث لأمر ما سيحدثونها فيما بعد عنه
ولكن عليها ان تلتزم الصمت وان ماحدث مجرد تنبيه.. وهي لم تهتم
وظنت انها مجرد مزحة سخيفة من احد ما..

العفريتة والصخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن