الفصل الأول

31.4K 379 17
                                    

في إحدى الملاهي الليلية تجلس مجموعة من الشباب.. فتيان وفتيات,
لم يجدوا لهم ضابط فانحلت أخلاقهم، لا تجد منهم واعٍ..
كل مترنح بما في يده, عقولهم هاربة، إما من الشراب، أو من المخدرات..

ليتحدث أحدهم ضاحكًا ببلاهة، نافثًا دخان لفافة تبغه:" أما إنتِ يا رهف ظبطيها.. البت لا بتروح نادي.. ولا حتى بتيجي ديسكو.."

تعالت الضحكات المتسلية فيما يرد عليه شادي,

مقهقها بسخرية:" من بعد ما فضحتها رهف وهي مش قادرة توري وشها لحد.."

سحبت منه رهف لفافة التبغ تمج منها نافثة دخانها بملل، ترد حديثهم باقتضاب:" بقولكم ايه شوفولنا سيرة غير سيرة البت ديه.. هي اصلا اخرها معايا كدة.."

فتنال تقريع صديقتها داليا باستنكار:" بس يا ريري يا حبيبتي مش لدرجة
انك تروحي تحطي صورها ع الفيس ومحادثاتها سكرين شوت.."

انفعلت ملامحها تعتدل بجلستها هاتفة بعصبية:" امال ايه عايزة تاخد حاجتي.. ما عاش ولا كان اللي ياخد حاجة مني غصب عني.."
انقلبت تعابير وجهها مضيفة باشمئزاز مترفع:" وبعدين كانت صبرت شويه، وكنت هزهق منه واسيبهولها كالعادة.."

ارتفع حاجب شادي برفعة مع قوله المتهكم:" طبعا مش رهف الكاشف اللي حد يعمل معاها كدة.."
ونال نظرة الغرور مع رفع الرأس بشموخ قائلة بثقة:" اديك قولت.."
ثم تعود لتردف باحتقار:" رايحة تقول لشهاب إني بتسلي بيه علشان ينفضلي ويروحلها.. اديها جات على دماغها ودماغه.."
هزت كتفها بلا مبالاة، منهية الحوار:" سيبك بقى .. أنا زهقت شوفولنا حاجة نتسلى بيها..."

(رهف الكاشف ابنة رجل الاعمال رأفت الكاشف.. فتاة في الثانية والعشرين من عمرها.. جميله جدا.. مستهترة.. عيناها خضراوان مائلتان للزرقة.. غير مسئوله كل ما يهمها السهر والفسح.. وأن تحصل على ما تريده.. لكنها تعشق الرسم(

مال عليها رفيقها لؤي يغمزها ضاحكا مع قوله العابث:" طب ما تيجي معايا يا ريري الشقة وأنا اروقك.."

التفتت إليه بوجهها وقد ارتفع حاجبها بتحذير مهددة:" لؤي أنا مسطوله اه بسبب الحشيش.. بس مش للدرجة ديه.. ولم نفسك بدل ما أقلب عليك.."
ومن حولهما يتابعون حديثهما بترقب متسلٍ، ينتظرون ما سيؤول إليه،
مع ضحك لؤي المستخف، يزيد بقوله:" ليه بس ده احنا هنضرب ورقتين ونعيش.."
فينال منها الضرب ملقية عليه زجاجة الشراب التي بيدها، مع هتافها الحاد المستنكر:" ده أنا اللي هضربك دلوقتي .. إنتَ اتهبلت.."
ارتفع صوت ضحكات شادي الساخرة، مع قوله بتهكم:" يعني حتى لو عملتِ كدة يا رهف حد هيسأل!.."
انقلبت ملامحها الجميلة لشاردة مع لمحة الحزن التي كست نظراتها، ترد عليه بسخرية مريرة:" عندك حق ده انا لو اتصلت بأبويا وقلتله إني هتجوز.. هيضحك ومش هياخد في باله ويقولي طيب ويقفل ولا هيهمه.."
زفرت بضيق عاقدة حاجبيها بازعاج وقد تعكر مزاجها،

العفريتة والصخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن