البارت السابع والثلاثين

3.1K 76 3
                                    


ليصل الي المنزل ويجده صامت ليغمض عينيه ويبتلع غصه مسننة استحكمت بحلقه
وشئ ما يطبق علي انفاسه بشده يمنعه من التنفس ثم يزفر بحزن ويصعد الدرج بتثاقل
متجها إلي غرفته ليدلف ويجد رهف تجلس علي الارض مستنده بظهرها الي الحائط منكمشة
تضم ركبتيها الي صدرها وتبكي بصوت مرتفع قد ادمي قلبه منظرها كانت تبدو كطفلة
صغيرة تائهة قد فقدت والديها وتحتاج إلي من يطمئنها ليتحرك بهدوء وتشعر به
وترفع وجهها وعيناها الحمراوان من كثرة البكاء ثم تنهض مسرعة لتحاول الحديث
ولكنها تتجمد في مكانها وعيناها متسعة بذهول عندما نظرت لآمر غير مصدقة ماتراه..
فقد وجدت الدموع في عيني آمر وحالته يرثي لها لتقرن حاجبيها وتبكي بشده وهي
تطأطأ رأسها مكملة..

رهف بنبرة مختنقة معتذرة: انا اسفة والله مكنتش اقصد..

آمر وهو يزفر بتثاقل مكملا بنبرة متعبة وهو يرفع يده مشيرا لها
بإلا تتحدث: رهف انا مش قادر حتي اتكلم من فضلك.. و
يتجه إلي الفراش ويجلس عليه بتهالك..

لتومئ برأسها وهي تنظر الي حالته التي اقتلعت قلبها من صدرها
فهي لم تر آمر بتلك الحالة مطلقا.. لتبكي بصمت لينظر لها ويمد يده
وهو يومئ برأسه مشعجا اياها للإقتراب.. لتسرع وتمسك بيده ويحتضنها بقوة
وهو يتنفس بصعوبة وتنفجر بالبكاء دافنة وجهها بصدره تتشبث به بهلع..
وهو يمسد علي شعرها ..

وهي تتحدث بطريقة سريعة متعلثمة بنبرة مذنبة: اسفة
والله مكنش قصدي.. انا فعلا السبب في اللي حصل..

آمر بنبرة خافتة مختنقة مقاطعا اياها: ششششش..
خلاص عارف مكنش قصدك اروي قالت اللي حصل..

رهف وهي تهز رأسها بلا وعي نفيا شاهقة بتقطع لائمة نفسها:
لأ مكنش المفروض اديها المفتاح.. اكيد حصلها حاجة علشان تكون بالشكل ده..

ليرفع آمر وجهه للأعلي ويفرغ فاهه شاهقا بصمت محاولا التنفس
ويغمض عيناه ليحاول التحكم بإنفعالاته ثم يفتح عيناه مكملا بحزم
ونبرة جادة: رهف خلاص.. ويبعدها عنه وهو ينظر لعيناها وهو يقرن
حاجبيه بألم وهو يردف.. انا تعبان يارهف متزوديهاش عليا.. لتومئ برأسها بتفهم..

ويرتمي آمر بجسده للخلف بتعب ويغلق عيناها بألم وهو يضغط بأصابعه
علي جانبي رأسه بقوة من ذلك الصداع الذي يهاجمه يشعر كأنه سيصم أذنه..
لتراقبه رهف بإشفاق وحزن ومن ثم تتجه اليه وتمسد علي شعره بيدها ليفتح عيناه
وينظر لها لتبادله النظرات بإبتسامة هادئة مطمئنة ليضع رأسه علي قدمها واصابعها
تتخلل خصلات شعره القصيرة برتابة ويغمض عيناه بتثاقل ونعاس من هول ما يعانيه
وتظل رهف علي ذلك الحال وعيناها شاردة تنظر الي الفراغ وعقلها لا يكف عن التفكير
بما حدث وذلك الحقير سمير الذي يهددها بسلامة آمر وعائلته ويحملها مسئولية
ما سيحدث لهم إن لم تعطيه ما يريد وهي أمام خياران كلاهما اصعب من الاخر
إما خسارة آمر لحياته أو عمله.. لتتسع عيناها برعب وحدقتاها تهتز بتوتر وهي تلهث

العفريتة والصخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن