البارت الأربعون

3.2K 77 0
                                    


بعد يومان بإيطاليا كانت رهف متجهة مع والدها في السيارة الي المنزل بعد أن انهت شراء
بعض الاشياء التي ستأخذها معها وهي سعيدة للغاية فقد إبتاعت الكثير والكثير من
الهدايا للجميع وظلت تتحدث بلاتوقف مع رأفت الذي كان يقود السيارة وهو يستمع إليها
مبتسما ولكن يبدو علي وجهه علامات الارهاق الجلي وعيناه متعبة ويداه ترتجف
علي مقود السيارة ولكن رهف لم تنتبه له وهي تتحدث بحماس ومن ثم تتسارع
انفاس رأفت بشكل ملحوظ وهو يقوم بفك رابطة عنقه وعلامات الالم علي وجهه
وبلحظة تلتفت رهف لتجد أمامها سيارة مسرعة متجهة صوبهم سريعا ورأفت لم يتفادها..
لتصرخ رهف برعب وهي تمسك المقود وتحركه سريعا بعيدا عن مسار السيارة الاخري
لتنحدر بعيدا الطريق وتحاول رهف التحكم بالسيارة بعد ان فقد رأفت القدرة علي القيادة
وهو يتنفس بصعوبة شاعرا بألم حارق في صدره ويرتخي جسده ويستند برأسه للخلف
وهو يغمض عيناه بألم.. لترتفع قدماه عن الفرام وتتوقف السيارة بعد ان إنحدرت
وإصطدمت بأحد الاشجار علي جانب الطريق..

إرتد كل من جسد رأفت ورهف إلي الخلف بقوة بعد أن إرتطم رأسها بالنافذة الزجاجية
الخاصة بالباب المجاور لمقعدها بقوة مخلفا كدمة بجانب رأسها جعلتها تترنح
وهي تشعر بالدوران لبعض الوقت فأغمضت عيناها لدقائق ومن ثم فتحتهما
وأغمضتهما بقوة وهي تطبق علي جفنيها بقوة عدة مرات تستند برأسها
علي كفة يدها متأوهة ومن ثم ترمش بعيناها وهي تتلفت حولها لتري ماذا حدث
لتنظر بطرف عيناها بجوارها لتجد رأفت مغمض العينين وصدره يعلو ويهبط بأنفاسه اللاهثة
بشكل ملحوظ..

لتتسع عينا رهف بزعر وهي تهتف برعب وجسدها يرتجف
وهي تهز رأفت بيدها: بابا.. بابا رد عليا مالك..

ليجيبها رأفت بصعوبة بنبرة خافتة متألمة: ر.. رهف إنتي كويسة..
رهف وهي تهجش بالبكاء بنبرة متحشرجة بزعر: ايوة.. بس إنت حاسس بإيه..

ليأخذ رأفت نفسا وهو يشهق لاهثا محاولا التنفس وبنبرة متقطعة: مش قادر أتنفس..

لتسرع رهف بفك حزام الإمان خاصتها بأصابع خرقاء وعصبية حيث أخذ أكثر
من الوقت المطلوب وفتحت باب السيارة وركضت بإتجاه باب والدها وفتحته
سريعا ومالت وهي تقوم بفكه وهي تتحدث معه برعب وجسدها ينتفض
بقلب مزعور: طيب ماشي إهدي حاول تتنفس بالراحة..

ومن ثم تتلفت حولها لتجد بعض السيارات قد توقفت وأخرج أحدهم هاتفه
بعد أن وقف بجانبها ليتصل بالنجدة وأعطاهم بعض المعلومات للحالة بعد
أن سأل رهف التي أخبرته أن والدها يعاني من مرض القلب..
ليخبرها مهدئا إياها أنهم سيصلون في دقائق..

لينادي عليها رأفت بنبرة هامسة تكاد تسمع لتسرع إليه..
رأفت وهي يقرن حاجبيه بنبرة متألمة جادة: رهف.. سافري علي طول..

لتنظر له رهف بأعين دامعة وهي تقرن حاجبيها ببلاهة متسائلة
بعدم فهم: أسافر.. فين.. إهدي يابابا بلاش تتكلم بعدين.. وتبدأ في البكاء مرة أخري..

العفريتة والصخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن