تسير في بيتها الكبير والخالي من الاشخاص في السابق كان يمتلئه الناس لكن الان تغير.. اصبح عليها التنفس صعبا في هذا البيت . تتلفت من هنا تتذكر ذكرى سعيدة وتلتفت هناك تتذكر ذكرى حزينة .. اصبحت تتذكر الكثير والكثير ....وهاهو الدموع تنزل بغزارة كما لو انه لم ينزل من قبل . انتفخت عيناها من كثر البكاء وشهقاتها تملئ المكان ...لتظهر صديقتها من وراء الباب راكضة اليها... لتحتضنها قائلة :اهدئي لا تبكي لاتبكي ، لترد عليها : كيف لا ابكي لقد غادروا! لا استطيع التحمل لا استطيع!.
ماريا : هيا يا سيرا لقد مر اكثر من ثلاث شهور اتذكر انك وعديتيني سوف تنسين لما الى الان لا تفين بوعدك ..اعرف انك عشتي شيئا لا يصدقه الانسان لكن عليكي بالهمة والقوة فلتعودي تلك الفتاة التي تتحمل كل مصاعب الدنيا .. حبيبتي هذه الدنيا تسعدك بلحضة وتحزنك في الثانية. قالتها بحزن ولكن مازالت سيرا تبكي لكن خف بكائها وشهاقتها..
عزيزيتنا ماريا صديقة سيرا المفضلة و اختها وعائلتها الباقية هي ماريا ، فتاة متوسطة الطول . شعرها شقراء . ملامحها حادة وبريئة في نفس الوقت. صديقة سيرا منذ الصغر. اهلها تركوها في الميتم بسبب وضعهم وانتحروا. فالصديقتان يتيمتان للاسف .
وصل جاك الى سيده بعد ان انهى عمله . اردف جاك :سيدي هل نعود؟ اومئ له قائلاً : نعم . عادا الى السيارة وفي طريقهما الى قصره ، طول الطريق ايلفادرو يفكر بسيرا فلم يبارحها تفكيرها منذ ان رحلت ، كسر الصمت بعد وقت طويل قائلاً : جاك ما قصة الحادث الي حدث؟ ، استغرب جاك لما قاله : حدث حادث هنا لعائلة كبيرة وهم عائدون من مكان ما وبسبب سرعتهم تسببوا بحادث اودو بحياتهم ..همهم ايلفاردو فاهماً الوضع : حسنا .. انتظر قليلا وقال:احضر لي معلومات عن العائلة المتبقية ، جاك : حسنا سيدي
وصلا الى قصره الكبير والمحاط بالرجال الحارسين واسلحتهم الكبيرة ،انحنوا كلهم ما إن خرج من سيارته ومشى دون اهتمام الى قصره ، خلع سترته وقميصه ورمى بهن على الكرسي الموجود بجانب الغرفة وارتدى لبس مشابه له ذهب الى مكتبه وهاهو يدخل بين الملفات الكثيرة لا تنتهي والاوراق المرتبة على الطاولة ويبدأ بعمله الشاق مرة اخرىٰ.
(جاك : طويل القامة . ملامحه بريئة وهادئة كذلك شخصيته . كثيف الشعر. في الثلاثين من العمر . يكون صاحب ايلفارد في بعض الاوقات . ).
بعد مضي ثلاثة اشهر ، اتت ماريا الى منزل سيرا واستقبلتها ببعض الاخبار السعيدة بعد مضي على الحادثة المؤسفة ستة اشهر ، قالت سأبيع المنزل واشتري لي شقة صغيرة تكفيني فهذا البيت كبير جدا لي ولا استطيع توليته ، اندهشت ماريا لما قالته واردفت : هذه فكرة جيدة وجيدة جداًلكن هل بإمكانك حقا فعل ذلك؟ اومئت لها سيرا: نعم ماري فقد فكرت به طويلا وان استمريت بالعيش هكذا فعلي ان اموت هكذا...اتسعت عيني ماريا لما سمعته واردفت: لا تذكري الموت امامي والا اقتلك بيدي هاتين! ، ضحكت سيرا مردفةً: حسنا حسنا، ومن يكون بمثل سعادة ماريا عندما سمعت ضحكتها فهي لم ترى سيرا منذ 3 اشهر تضحك بشكل حقيقي و خارج من قلبها .
وبعد ان تناقشت مع احدى شركات بيع العقار باعت البيت لعائلة تشبه عائلتها كبيرة واشترت لنفسها شقة صغيرة فيها مطبخ صغير وغرفة تناسبها من حيث الحجم ببساطة وجدت بيتها الجديد ...
وهاهي تلملم اغراضها فيعود ذكرياتها الى رأسها من ضرب ضربت به من امها بلعبتها الحديدة وابجورتها الي تكسرت من مشاجرتها مع اختها الضغرى بالمخدات ..لم تسمح لدموعها ان تدمع بعد الان فهي وعدت صديقتها وحان الوقت للوداع
.