تزفر انفاسها .. قلبها يدق بسرعة كبيرة.. ترتجف اصابعها ورجلاها.. والعرق بدأ بنشر حبيباتها..وبدأ شعور انه سيغمى عليها.. كادت ان تقع لولا امساك صديقتها لها .. وهي تقهقه : ارتاحي عزيزتي.. فقد ممرت بهذا مثلك وكان اسوء أيضا.. ابتسمت لها وهي عادت لها الابتسامة .. وفجأة ملأ عيناهما الدموع .. وارادا ان يبكيا الى ان صرخت احداهن : لااا للبكاء .. لا اريد اعادة المكياج.. يا دمعة لا تخرجي.. واخذت تهف بيديها الهواء لعيناها لمنع خروج الدموع.. ولكن هذا لايكفي لهن .. يجب التعبير عن انفسهن .. فأخذو بعناق طويل. . الى ان قطع ذلك العناق الصوت العميق (ايلفاردو) : سيرا!.. وهو يمسك بصعوبة الطفلان بيديه.. خرجت سيرا من العناق ونادت لاحداهن بالقدوم.. واتى سيلفا .. واخذت الاخرى ترتب حالها.. وتعدل طرحتها وتضعها على وجهها .. واخذت بيدها باقة الورد الحمراء .. وبدأ يداها بالارتجاف مرة اخرى ليقول سيلفا الصغير لها : لا تثلثي خالتي ماري انتي دميلة ددا ددا ( لا تقلقي خالتي ماري انتي جميلة جدا جدا ) لتضحك عليه ماريا وتحضنه وتقبله على خده وتقول : حقا؟!! وانت وسيم جدا جدا جدا ! .. وتبدو رجولي جدا ..لينظر لها بنظرة غضب وسعادة بنفس الوقت.. لكن نظرة السعادة غلبت على خاصة الغضب.. لتشد انفه قليلا وتضحك بنفس الوقت.. واتى صوت ايلفاردو مقاطعا : هيا يجب على العروس ان تدخل .. فهي امام الباب تنتظر منذ ساعة تقريبا!!.. لتومئ له سيرا وتمسك بيدي ماريا وتقول بإبتسام : تشجعي!! .. وتمسك بيد سيلفا وتتجه الى ايلفاردو.. ليتشابكا ايدي الصغيران .. وتكاد ان تتشابك يدا الكبيران.. مضى الاكثر من سنتين على لقائهما مرة اخرى ولكن الى الان لم تعد الثقة .. وهما الان متجهان للقاعة من باب اخر.. وجلسا في مكانهما المخصص .. وايلفاردو ينظر بين حين واخر الى يدها .. يريد امساكها وان لا يتركها. . وبعد تفكير امسكها .. وقال لها : تبدين اجمل حتى من العروس .. وهنا قلب سيرا سقط!.. لاتعرف ماتفعل.. تريد ان تسحب يدها .. لكن شعور السعادة لايتركها تفعل ذلك .. تريد ان تسحب او لا تسحب .. هذا من الداخل ومن الخارج فإنها مجمدة تماما .. وبعد مضي القليل من الوقت .. نطقت : يجب الا تسمع هذا ماري فهي ستقتلني بسبب ذلك.. وابتسمت في اخر كلامها.. شد ايلفاردو على يدها ووضعها على فخذه وامسك يدها بيديه الاثنان الضخمتان .. ونظر بيعيناها وقال : انا .. انا..انا حقا.حقا.اعتذر عما فعلته...انا حقا اسف لذلك .. نظرت سيرا اليه بعينان ممتلئة بالدموع .. وارادت ان تقول شيئا الا ان صوت الموسيقى اوقفها.. موسيقى دخول العروس .. انطفئت الاضواء.. وسلطت الضوء على العروس.. تمشي بهدوء وسكينة..ويرتجف قلبها من الداخل .. واقتربت من المنصة لترفع رأسها وتلتقي عيناها بعيني حبيبها..ام اقول زوجها .. ليذهب ذلك التوتر بعيدا عنها.. اصبحت لا ترى احد غيره.. لينزل بعض الدرجات ويمد بيده لتمد يدها وتمسكه بقوة .. وكأنها تستمد الطاقة منه.. وليقفا بجانب بعضهما البعض .. ويتلون عهود الزواج. .
..
اما بالجهة الاخرى هناك الزوجان الحزينان..انهما سيرا وايلفاردو.. هل تتخيلون كم الان ايلفاردو يعض يديه ندما على ما فعله بها.. كم اشتاق اليها.. كم لشتاق الى ملمس شفتيها.. كم اشتاق لنظراتها العاشقة..وكم اشتاق...لحبها له!.