الجزء 01

1K 10 0
                                    


 إستيقظت فطومة علي سماع اصوآت الزخيرة والمدافع والرشاشات والقنابل الثقيلة .. التي هزت سماء قريتهم الوادعة

التي كانت تعيش في امن وامان .. عندما سمعت صوت الزخيرة يذداد ويقترب من منزلها هذا

آيقظت اطفالها الصغار وهم اربعة بنتين وولدين وهم..علوية وعبلة والابناء هم علي وعمر

ثم ايقظت زوجها اسحق فهو رجل كبير في السن تزوجها وعمره يناهذ السبعين عاما وهي في مقتبل العمر لها ثمانية عشر عاما عندما تزوجها

وذلك نسبة لصلة الرحم التي تربطه بها وهي بنت عمه ..

وكان يعمل في كمائن الفحم ..يقطع الاشجار ثم يحرقها لتصبح فحم ..ويأخذها الي السوق ..وهكذا هي حياته

حيث ينام كأنه ميت من شدة التعب والارهاق ..الذي يصيبه

ضربته فطومة بقوة قائلة له اسحق قوم ياراجل انت ما سامع صوت البنادق هذا ..؟ ..

ولكن اسحق ظل في نومه لا يتحرك ولا يستجيب لها ..عندما اخترقت الطلقات الصريف ودخلت الي القطية ..صاحت فطومة صيحة عالية وضربته في وجهه ضربة قوية حينها نهض خائفآ ..مرعوب قال لها مالذي حدث يا فطومة ...قالت له الم تستمع هذه الاصوات ...

الان اصوات الزخيرة تقترب من منزلهم ..وبدئت في اقتحام القش ..والاطفال يصرخون بشدة وهم مزعورين ..خائفين

فقالت له فطومة قوم ياراجل ويلا نمشي ونطلع من الحله دي اكيد ديل الجماعة جونا

هيا لنهرب ..خرجت فطومة برفقة زوجها واطفالها الاربعة لا تدري الي اين تذهب كلما ارادت ان تتجه غربآ نحو ابشي التشادية قابلتها الطلقات كأسراب الجراد المنتشر ..ثم تريد ان تتجه شمالا فرأت الموت الاحمر بأم عينها

اخيرا اختارت ان تتجه شرقآ ..ربطت طفلها الرضيع عمر علي ظهرها وكان عمره ستة اشهر فقط ..وكانت علوية هي البنت البكر تولت مهمة شقيقها علي ذات الثلاثة سنوات ..وهي تبلغ من العمر حوالي تسعة اعوام ..خرجو من قريتهم

فرارا من الموت تاركين من خلفهم كل ما يملكون ..

وهم يهرولون في ظلام دامس قي ليلة شتوية باردة والخوف يملاء جوف اطفالها ..

حينها استضم اسحق زوجها بجذع شجرة ضخمة ..فسقط علي الارض ..واصابته شوكة كبيرة في باطن قدمه اليمني ..قالت له فطومة مالك يا اسحق ..فقال لها والله يا فطومة دقشت لي شجرة وكراعي دي بقت توجعني شديد والله

جلست فطومة بحواره وهي لا تدري ماذا تفعل له ..فالظلام يغطي كل شي ..وانعدمت الرؤية تماما ..

وجميع اطفاله يتحلقون به ..ويبكون بشدة ..ومازالت اصوات الزخيرة تلاحقهم ..فتقول له فطومة انهض يا اسحق الجماعة ديل بلحقونا وبقتلونا يلا ارح نجري ..فيقول لها والله ما بقدر يا فطومة والان اصوات ماكنات سيارات الدفع الرباعي تذداد طنينا وانوارها تشع في كل مكان

فتقول له انهض عليك الله يا اسحق تحامل علي نفسك ..لنبتعد عن هذا المكان وبعد ذلك نستخرج لك الشوكة

فيقول لها لا استطيع والله رجلي تؤلمني بشدة

اذهبي انتي وسلمي العيال ديل وامرقيهم من الموت ..وخليني هنا يا فطومة لو قتلوني انا واحد افضل من يقتلونا كلنا

وانا رجل كبير الحمدلله عشت مافيه الكفاية اجري يا فطومة وامرقي العيال ديل من الموت

حينها رق قلبها وبدئت تبكي وتقول له لالا والله لم ولن نتركك هنا يا اسحق انت نسيت انك ابو عيالي ..والله نموت سوا ونحيا سوا ..

جلست علي الارض وامسكت برجله وتتحسس بيدها موضع الشوكة حتي عثرت عليها قامت بأمساكها بأسنانها وبدئت تسحب فيها ولكنها تمكنت جيدا في رجله ..وهي شوكة هجليج ..

اخذت نفسآ عميقآ وجلست علي ركبتيها وامسكت بها وجرتها بقوة حتي وقعت علي ظهرها حينها طلعت الشوكة من رجله حينها صاح ابنها الرضيع صيحه داويه ..

بعدما استخرجت الشوكة من قدمه ..جائت ابنتها علوية لتساعدها علي النهوض أمسكت بيدها اليمني وجرتها الي اعلي حتي نهضت

ثم نهض اسحق ببطء شديد وواصلو سيرهم نحو الفاشر

يتبع.....

أمل وضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن