واليوم هو يوم الجلسة الأخيرة ..ذهب داؤد برفقة ارباب الي المحكمة جلسو في المكان المخصص لهم ..
وجاءت فطومة كعادتها حزينة مكسورة الخاطر محتشمة آنيقة في مظهرها محبوبة من كل الناس ..وقفت بأدب جم في مكانها المخصص لها صامدة قوية ..لانها واثقة من إنها بريئة ..
ثم جاءت ام جمعة تمشي بخطاها التي تكاد ان تسقط علي الارض من شدة الخوف والرهبة
عندما نظرت اليها فطومة ..شتمتها ووبختها قائلة لها إنتي نسيتي العشرة يا ام جمعة .. ونسيتي معاملتي الراقية ليك وانا جعلتك زي أختي والله وثم تاني
أنا عملت ليك شنو عشان تعملي فيني كدا ...؟ لي تختاري اسوا جريمة لتنتقمي مني
ليه .. حرآم عليك .. ..انا عندي اطفال صغار بربي فيهم ما راعيتي لي كل ذلك ..لكن الله موجود ما بضيع شي للصابرين و الغافلين ..
وفي ذاك اليوم انتي نسيتي شي واحد ما عملتي
ليه حساب يوم وضعتي الحشيش في مكاني
إندهشت ام جمعة من هذه الثقة التي تتحدث بها فطومة وظلت تنظر اليها وهي ما بين مصدقة و ما مصدقة ..تنتظر إجابة علي ما هو الشي الذي نست ام جمعة ان تأمنه قبل أن تضع الحشيش ...
في صندوقها
فقالت لها فطومة نسيتي ان الله يراك ..لو انا مافي الله في ..
ضحكت ام جمعة في سخرية وتحدي قائلة لها كلنا سوا يا اختي مجرمين ومروجين مخدرات ..والبنقو يا إختي حيازة وإنتي المجرمة لان الحشيش وجد داخل مكانك
حينها ..دخل القاضي وجلس في المكان المخصص له ..ثم بدئت الجلسة ..ووجه القاضي التهمة مباشرة الي ام جمعة حسب الادله الموجودة امامه ..لماذا وضعتي الحشيش داخل صندوق فطومة ..
فقالت له يا مولانا انا ما وضعت اي شي في صندوق فطومة ولا بعرف فطومة دي من اصلو ....؟
آنكرت تماما ..حينها قال لها القاضي هل تعرفين هذا الشخص ...واشار الي ماسح الاحذية ....نظرت اليه فقالت له لا لا لا اعرفه ابدا ولاول مرة آرآه ..
هز القاضي رأسه متوعدآ لها بحركات يفهمها هو ..حينها امر القاضي ام جمعة ان تحضر امامه ..فجاءت تمشي خائفة مترددة حتي وصلت الي تربيزة القاضي ..عرض عليها مقطع الفيديو وهي تحمل كيس الحشيش ...قائلا لها اتعرفين هذه المرأءة التي تحمل هذا الكيس ....؟
حينها إندهشت واخرجت عيناها من آخرها وهي تحملق في ذاك المقطع ..
فتحت فمهما لتقول وتنكر ولكن الجمتها الدهشة والحيرة ماذا تقول
إجتاحتها بحار من الخوف والرهبة ..وتصببت عرقآ ..ظلت تتمتم في إرتباك حتي سقطت علي الارض ..
فقال لها القاضي أنطقي من هذه المرأءة التي تحمل الكيس...؟
فقالت له في بصوت حزين ..بائس وإنكسار نعم يا سيدي القاضي هذه انا
والشيطان تلاعب بعقلي ..وبدئت تبكي وشعرت بالندم الشديد ..وظلت تتوسل لفطومة ان تسامحها وتقول للقاضي فطومة مظلومة ونحن من ظلمناها انا وكل صديقاتي في السوق ..إنتقمنا منها عندما شاهدنا زبائننا يتحلقون حولها ..غضبنا وفكرنا في وسيلة قذرة للانتقام منها ..
وظلت تلعن في صديقاتها وتتوعدهن بنفس المصير ..ظلت تردد في كلمة واحدة وتقول اعفي لي يا فطومة
حينها أمر القاضي بحبسها الي حين احضار كل زميلاتها في السوق اللآئي شاركن معها ..وامر بأطلاق صراح فطومة لعدم وجود إثبات او دليل قاطع عليها ..بعد ما اعترفت ام جمعة بأنها صاحبت الحشيش
وطلعت فطومة تتغطي بثوب البرأءة النقي العفيف ..فهي بريئة منذ ان ولدت لا تعرف الخبث ولا النفاق
هي عفيفة محترمه ..خرجت فطومة الي الفضاء الحر
تتنسم عبير الحرية بعد ان مكثت ثلاثة اسابيع داخل الحبس ظلمآ وجورا . .ولكن إرآدت الله فوق كل ظالم
عندها صاحت فطومة بأعلي صوتها وهي تقول الحمدلله ظهر الحق ..شكرا لله شكرا لك ايها الصابر المحتسب ماسح الاحذية شكرا لك عمي داؤد ..شكرا لك ايها الانسان النبيل ارباب ..شكرا لكم أبناءي
لانكم صبرتم ..وتحملتم فراقي لثلاثة اسابيع
حينها رفعت الجلسة وتبدلت المواقع صعدت ام جمعة الي عربة السجن التي تنقل السجناء ..هذه العربة المغلقة المحكمة الاغلاق ..وصعدت فطومة برفقة داؤد وارباب الي تأكسي قام بأستئجاره هذا الشاب الهمام ارباب ..
وهي تصافح فيهم بي فرحة ونشوة خرجت مرفوعة الرأس ..فيقول لها داؤد انا كنت واثق جدا جدا من براءتك يا بتي وعارفك مستحيل تعملي عملية مثل هذه ..ويقول لها آرباب تتذكري يا فطومة انا في لقاء لي معك في قاعة المحكمة قلت لكي بأذن الله سوف تخرجي لأني كنت متأكد من براءتك
ولكن في ناس نفوسها ضعيفة ومريضة
فقالت له بأبتسامه عريضة لا تخلو من إعجاب
كلامك صاح والله. وانا ما قادرة اجازيك والله ..بس وريني اعمل شنو عشان ارد ليك جمايلك........؟
يتبع.....